شارك المقال
  • تم النسخ

“التنمر الإلكتروني بالمغرب”.. استفحالُ ظاهرةٍ يتصدى له إطلاقُ حملةِ “انقر واحمِ”

” 62 في المائة من الشباب في المغرب قد تعرضوا للتنمر أو المضايقة عبر الإنترنت”، كان هذا مما سجلته دراسة حول ظاهرة التنمر الإلكتروني بالمغرب، مئات بل الآلاف من المغاربة تعرضوا ومازالوا يتعرضون، للإخافة أو الاستفزاز أو لمحاولات تشويه السمعة عبر الإنترنت، وفي صمت مطبق من الجميع.

أشخاص نُشرت حولهم الأكاذيب، وصور محرجة على مواقع التواصل الاجتماعي، أفراد تلقوا رسائل أو تهديدات مؤذية عبر منصات المراسلة الافتراضية، وآخرون اُنتُحلت شخصياتهم، وعُبث بحساباتهم الشخصية، فتوصل المتابعون برسائل جارحة، كان صاحب الحساب الحقيقي فيها، بريء منها براءة الذئب من دم يوسف.

ولأن الظاهرة إلكترونية، يُبخس ضحاياها من قيمة اتخاذ رد فعل مضاد، فبدل أن يحاولوا التصدي لها مُستغلين خاصية التوثيق التي تُتيحها المنصات الرقمية، يتنازلون عن حقوقهم، ويختارون المعاناة في صمت بعيدا عن الأعين والأضواء، انتظارا في ظهور فرج قريب.

أرقام صادمة

أزالت دراسة قامت بها جمعية “ابتسامة رضا” الستار عن واقع ظاهرة التنمر الإلكتروني بالمغرب، حيث كشفت أن 62 في المائة من الشباب في المغرب قد تعرضوا للتنمر أو المضايقة عبر الإنترنت، وأن 58 في المائة شهدوا نوعا من أعمال العنف ضد أشخاص آخرين، كما اعترف 47.7 في المائة منهم بأنهم سبق واقترفوا أحد أشكال العنف.

وفي السياق ذاته، سبق وأن أجرى المركز المغربي للأبحاث متعددة التقنيات والابتكار خلال الفترة ما بين 2019 و2020، تحقيقا لقياس حجم ومدى تفشي ظاهرة التحرش السيبراني لدى الشباب المغربي.

 غطى هذا التحقيق 8 جهات، واستهدف الفئات العمرية ما بين 8 و28 سنة، حيث كان 78 في المائة منهم تقل أعمارهم عن 17 سنة.

واعترف فيه 31 في المائة من الأطفال والمراهقين المستجوبين بتعرضهم لبعض أنواع التحرش السيبراني، في حين أشار 4.7 في المائة من الأطفال والشباب المستجوبين إلى تعرضهم للتهديد.

حملة “انقر واحم”، هل تكون الحل؟

في شراكة بين “إنستغرام” وجمعية “ابتسامة رضا”، تم إطلاق حملة، اختاروا لها اسم “انقر واحم”، وتلتي تُمثل دعوة للعمل من أجل تحفيز المجتمع، على المشاركة والتفاعل بمستوى أعلى من الوعي، وتسليط الضوء على الانتشار الواسع للتنمر على الإنترنت.

كما تهدف حملة “انقر واحم” إلى زيادة الوعي بالتأثير الضار للتنمر عبر الإنترنت على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وتسليط الضوء على مجموعة من الأدوات التي يوفرها “إنستغرام” للمجتمع لمكافحة التنمر، والتي تساعد الأشخاص على حماية حساباتهم من المتنمرين وأنشطة الاتصال غير المرغوب بها.

وقد أكدت في هذا الصدد، مديرة السياسة العامة للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “إنستغرام”، أن الأشخاص “سيشرعون في التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل على التطبيق، عندما يشعرون بالأمان التام.

 كما شددت عبر القول” نحن نحذف بشكل تلقائي كل المحتويات التي تخالف القواعد ضد التنمر والمضايقات، لكننا لا نتوقف عند هذا الحد..لقد أمضينا الكثير من الوقت في التركيز على كيفية تمكين مجتمعنا من مزيد من السيطرة على ما يتم مشاهدته وعيشه على إنستغرام “.

من جهتها أكدت مريم البوزيدي العراقي، رئيسة جمعية ابتسامة رضا، أنه “في الجمعية نؤكد التزامنا برفع مستوى وعي الجمهور حول سبل مكافحة جميع أشكال العنف ضد الشباب، بما في ذلك التنمر الإلكتروني عبر الإنترنت، لاسيما وأن هذه المشكلة أصبحت سائدة على نطاق واسع بالتوازي مع انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي”.

وأبرزت أن “إطلاق حملتنا الجديدة بالتعاون مع إنستغرام تأتي تعزيزا لمساعينا المستمرة لوقف التنمر الالكتروني في المغرب، وزيادة الوعي نحو هذه الظاهرة المقلقة، خاصة بين الشباب”.

وسيتم تنفيذ الحملة الجديدة من خلال نشر مقاطع فيديو إعلامية تم إنشاؤها بواسطة لجنة شباب جمعية “ابتسامة رضا”، والتي سيتم عرضها على صفحتها الخاصة على الانستغرام، بالإضافة إلى إصدار كتاب إلكتروني موحد يجمع بيانات وإحصاءات مختلفة.

وسيجري أيضا توفير أرقام مساعدة مجانية وسرية، للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة في كافة أنحاء المغرب. وسيتم أيضا توفير أدوات المساعدة للحيلولة دون تعرض الأشخاص للتنمر في الفضاء الإلكتروني والعمل على حمايتهم، ومن بين هذه الأدوات المتوافرة على “انسغرام” حظر التعليقات والابلاغ عنها وتقييدها وكتمها.

وبين استفحال الظاهرة وسؤال مدى نجاعة الحلول المعروضة، يبقى التنمر الإلكتروني بالمغرب سائرا في الازدياد، وتبقى الأرقام التي جرى الاطلاع عليها مخيفة وصادمة، على الرغم من أنها، كمثل مثيلاتها من باقي الدراسات، لم تُظهر إلا الحد الأدنى فقط من درجة وعمق الاستفحال.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي