شهدت العلاقات الإسبانية المغربية تقلبات عدة في السنوات الأخيرة، بين الجزر والمد والأزمة والانفراج، في سياق إقليمي معقد، وعجل موقف مدريد المنزاح إلى الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب إلى الانفراج مع آفاق جديدة واعدة، علاوة على.
وتعد إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب منذ عقد من الزمن، حيث توفر جزءا كبيرا من المنتجات والخدمات الأجنبية المستهلكة في السوق المغربية، لكنها كانت دائما متأخرة عن فرنسا ودول أخرى في الاستثمارات.
ويعتمد تطور هذا العامل الهيكلي على قرارات الشركات على المدى المتوسط والطويل، رغم أن أحدث البيانات الصادرة عن مكتب مراقبة الصرف المغربي يمكن أن تتوقع زيادة في وزن الشركات الإسبانية في عام 2023 بعد التغيرات في العلاقة السياسية بين البلدين.
وفي الفترة ما بين يناير وسبتمبر من العام الماضي، قامت إسبانيا باستثمار مباشر بقيمة 1.879 مليون درهم في المغرب (حوالي 172.43 مليون أورو)، وهو ما يمثل بالفعل زيادة بنسبة 1.5٪ مقارنة بعام 2022 بأكمله.
ويرى خبراء الاقتصاد أنه لو استمر الاستثمار في النمو على بنفس المعدل في الربع الأخير، سيكون الرقم لعام 2023 هو الأعلى منذ عام 2008، على الرغم من أن البيانات مؤقتة وغير كاملة، فمن غير الممكن التأكيد على أن هذا الاتجاه سيتم تأكيده.
وفي الوقت الراهن، تفوقت إسبانيا على الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بين عامي 2022 و2023، ولهذا السبب أصبحت تحتل المركز الثالث في الاستثمارات الأجنبية بالمغرب وتستحوذ على 7,8% منها، خلف فرنسا فقط.
مرحلة جديدة يروج لها كأس العالم 2030 وميثاق الاستثمار
ونتيجة لهذا المناخ وميثاق الاستثمار المغربي الجديد المعتمد سنة 2022، والذي يتوقع إنفاق 45.000 مليون أورو عمومي لتحديث البلاد، حصلت شركة إنيكو على تصميم توسعة المطار الدولي محمد الخامس الواقع في الدار البيضاء.
وقامت الشركة العامة التابعة لوزارة النقل بالفعل بتصميم المحطتين 1 و 2 لأكبر مطار في المغرب وهذا المشروع الجديد يفتح الباب أمام ترسية لاحقة على شركات الهندسة والبناء الإسبانية، وبمجرد تشييده، سيعود التوسع بالفائدة بشكل غير مباشر على شركات النقل الأخرى، مثل شركة ألسا الإسبانية، التي توفر خدمة الحافلات العامة في الدار البيضاء.
وإلى جانب الاستثمارات الكبيرة، يوجد في إسبانيا 330 شركة تأسست في المغرب، وفقا لبيانات 2024 الصادرة عن ICEX، بالإضافة إلى 674 شركة أخرى برأسمال مغربي لا يقل عن 10٪. وكان المغرب ثالث أكبر وجهة غير أوروبية للصادرات الإسبانية في عام 2023، على الرغم من أن إسبانيا تستورد كميات أقل من المنتجات المغربية.
ورافق قادة شركة إنيكو وزير النقل أوسكار بوينتي في رحلته إلى الرباط يومي الاثنين والثلاثاء، والتي أبدى فيها اهتمام الشركات الإسبانية بالاستفادة من “التحديات المقبلة نظير الاستعداد لتنظيم كأس العالم المقبلة 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.
وتبدي إسبانيا رغبة التقدم لشركاتها العامة والخاصة للحصول على العقود، ولا سيما تلك المتعلقة ببناء وصيانة وتشغيل شبكة السكك الحديدية الأقاليمية المغربية المستقبلية وشبكة السكك الحديدية عالية السرعة المنصوص عليها في ميثاق الاستثمار الجديد مع التطلع إلى عام 2050.
ووفقا لبيانات 2024 الصادرة عن ICEX، فإنه إلى جانب الاستثمارات الكبيرة، يوجد في إسبانيا 330 شركة تأسست في المغرب، بالإضافة إلى 674 شركة أخرى برأسمال مغربي لا يقل عن 10٪. وكان المغرب ثالث أكبر وجهة غير أوروبية للصادرات الإسبانية في عام 2023، على الرغم من أن إسبانيا تستورد كميات أقل من المنتجات المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )