قال بلال التليدي، القيادي بحزب العدالة والتنمية، إن المذكرة التي صاغها شباب البيجيدي المطالبة بـ”المؤتمر الاستثنائي” تدل في الجوهر على وجود أزمة في التدبير السياسي للمرحلة، وأن هناك إحساسا بأن التجربة السياسية التي يقودها الحزب لم تنه واقع الانسداد.
وأضاف الباحث والمحلل السياسي، في حوار مع جريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “وضعية الحزب اليوم عادت إلى نقطة الصفر التي كان عليها لحظة البلوكاج، على الرغم من التنازلات التي قدمتها قيادة الحزب وقبول الإشتراطات التي رفضها عبد الإله بنكيران، وعدم احترامها المحددات التفاوضية التي التزمت بها في السابق”.
وتابع التليدي قائلا “رغم بحث سعد الدين العثماني عن تعزيز الثقة وتبنيه لغة التوافق التي يجيدها فإن النتيجة التي نراها اليوم هو عدم القبول بواقع هذا الحزب وباحتمال تصدره للعملية الانتخابية، يعني أننا في نهاية المطاف نعيش الانسداد نفسه على المستوى السياسي”.
أما على المستوى الداخلي، يضيف التليدي، فإن “المذكرة لا تعني بالضرورة أن هناك صوتا واحدا يتم التعبير عنه داخل شبييبة العدالة والتنمية وإنما هناك أصوات كثيرة تنتقد التدبير القيادي ولكن حساسية مواقعها تجعلها لا تعبر بنفس الطريقة التي عبر بها هؤلاء الشباب”.
وبخصوص النقاش حول القاسم الانتخابي، قال التليدي وهو عضو المجلس الوطني لحزب المصباح، إن النقاش المثار هو جزء من النقاش السياسي العام الذي يفترض أن يؤطر الفضاء العام، لكنه يحيل على وضعية سياسية دقيقة جدا برزت فيها مؤشرات متعددة على وجود رغبة ما في إزاحة حزب العدالة والتنمية عن موقع قيادة الحكومة، موضحا أنه “تم التعبير عن هذه الرغبة بمقولات سياسية سواء تعلق الأمر بمقولات التناوب السياسي أو المغرب لم يعد قادرا على تحمل الهيمنة أو ضرورة التغيير من أجل أن يرى المغاربة شيئا جديدا”.
وأوضح أن “هذه المقولات السياسية أشبه بالنكت والمستملحات وإن كانت تروم الإقناع بأن مرحلة هذا الحزب ينبغي أن تنتهي وليس من مصلحة المغرب أن ينتخب حزب العدالة والتنمية لولاية ثالثة”، مضيفا في الوقت نفسه أن “تحقيق هذه الإرادة وهذه الرغبة وهذه الأمنية يفترض وجود منافس سياسي له القدرة على التعبئة والحشد وله ماكينة انتخابية قادرة على منافسة العدالة والتنمية”.
وخلص، في لقاء خاص مع جريدة “بناصا”، إلى أنه “أمام هذا الفراغ وغياب المنافس بدأ البعض يفكر في خيارات تقنية يمكن بها التخلص من قوى ساسية بالاعتماد على حسابات رياضية محضة”.
تعليقات الزوار ( 0 )