تعيش العلاقات المغربية الإسرائيلية منذ الإتفاق الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي، دجنبر السنة الماضية، تطورات مهمة، على مستوى التعاون الأمني العسكري، من خلال التوقيع على اتفاقيات بين الجانب المغرب والإسرائيلي، في زيارة رسمية لوزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب، بيني غانتس.
وفي سياق متصل، كشفت الصحافة الإسرائيلية، عن أنّ ‘’إسرائيل باعت المغرب طائرات مسيّرة انتحارية بقيمة 22 مليار دولار، تلقتها الصناعات الجوية الإسرائيلية، واعتبرت الصفقة جزءاً من التفاهمات في الطريق للتطبيع بين إسرائيل والمغرب، بعد انضمام الأخيرة لاتفاقيات “أبراهام” التطبيعية بين إسرائيل ودول الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والسودان’’.
وفي ظل التقارب المغربي الإسرائيلي، أبدت كل من اسبانيا والجزائر تخوفاتها من الخطوة، واعتبرتها تهديدا لها ولموازين القوى في المنطقة، حيث أشارت صحافة اسبانيا، إلى كون وجود إسرائيل بالمنطقة، تهديد لمصالحها وتغيير لموازين القوى، فيما ذهبت صحافة الجزائر إلى وصف الأمر، بكونه ‘’خيانة للقضية الفلسطينية والتطبيع مع المحتل’’.
وأمام هذا الوضع، قال إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية، إن ‘’ الاتفاق الأمني العسكري المغربي الإسرائيلي، كشف عن رغبة قيادات الطرفين، في الارتقاء في العلاقات بينهما إلى المستوى الاستراتيجي’’ مضيفا أن ‘’حصول الاتفاقية يناقض الخطاب الرسمي المغربي الذي صاحب التوقيع الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي الذي حصل دجنبر السنة الماضية، والذي أكد من خلاله عن تمايز المقاربة المغربية عن نظيرتها الإماراتية’’.
وأوضح حمودي في تصريحه لبناصا أن ‘’ مضامين الاتفاق العسكري الأمني المغربي الإسرائيلي، لا تختلف عن مضامين نفس الإتفاق بين الإمارات وإسرائيل، والتي تركز على العناصر التالية، التعاون الأمني الإستخباراتي، والتداريب الأمنية والعسكرية المشتركة وتبادل الوفود وتشكيل لجن استراتيجية لتنفيذ هذه الإتفاقات، والتركيز على الصناعة والتسليح العسكريين من طرف إسرائيل لكلا البلدين’’.
مؤكدا على أن ‘’ هذه المضامين تكشف عن شيئ آخر يتعلق بالأساس بحلف أمني عسكري جديد في المنطقة، بين الإمارات وإسرائيل والمغرب’’.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن ‘’توقيع المغرب لهذا الإتفاق الإستراتيجي الأمني العسكري مع إسرائيل، يضفي الشرعية على الإحتلال الصهيوني ويعطي الانطباع بأن فلسطين لم تعد من أولويات المغرب’’ مشددا على أن ‘’هذا قد يكبد المغرب خسائر على المستوى الشعبي في الداخل، حيث لايزال المغاربة يعبرون القضية الفلسطينية قضيتهم، وفي الخارج يتعرض المغرب لحملة منظمة وممنهجة بسبب هذا التحالف مع إسرائيل، والذي يعتبر صادما للمغاربة وكل حركات التحرر في العالم’’.
مردفا:’’هناك إشكال أخلاقي سياسي بالنسبة للمغرب وهذا سيظل يتفاعل إلى أن يعبر عن نفسه بشكل من الأشكال’’.
تعليقات الزوار ( 0 )