Share
  • Link copied

التفكير في الدولة والحكم من وجهة نظر أخلاقية

من الإسلام السياسي إلى الإسلام القيمي

على سبيل الاستهلال :

نعم للدولة المدنية لا للدولة  العللمانية الشاملة  المتطرفة الاستئصالية اللائكية الملحدة الدهرية ،

نعم للدولة المؤسسة على القيم الدينية ،والاخلاقية والدين القيمي  المؤيدة بالوحي الالهي

لا  للدولة الدينية بفهم بشري تاريخي.

لا لاستدعاء نماذج وأليات ومناهج الحكم  من تجارب الاقدمين ومن الماضي فالحاضر يحتاج الى اجتهاد ملائم لظروف العصر وحلول لما يستجد، من مشاكل  ،آنية .

                           ******************

إن التفكير تحت كنف الله ومحبته ورعايته وانواره ومدده ، لا يضر ، مهما وصل اليه هذا التفكير من نتائج لأنه يكون من جهة مدعوما بالعناية الإلهية والنية الحسنة الصالحة والقصد النبيل ومؤيدا  بالعقل والفطرة السليمة ،  ويكون هذا النوع من  التفكير بقصد الإصلاح وليس بقصد الافساد ، ومن اجل تجاوز العوائق التاريخية والمطبات الفكرية التي وقعت حائلا وراء تقدم الأمة حتى اصبحنا في ذيل الأمم ، لأعطاب نفسية ، وأوهام خيالية ، عششتت في أذهاننا حتى سارت وصارت من المسلمات ، والبديهيات في حين أنها تراكمات التاريخ ، وليست أصلا من أصول الدين ، وقد دلت الوقائع والأحدات ، أن ما ترسب ووقع من أخطاء ، هو من فعل البشر  واطماعهم  في السيطرة والسلطة ، وليس من فعل الله ، لأن الله هو الخير المطلق ولا يفعل شرا  وهو القائل إن ما أصابنا  من مصيبة  فمن انفسنا .

أنني اظن والله أعلم ، أن السياسة الشرعية هي سياسة دنيوية وهي ليست أصل من أصول الدين كما يذهب الى ذلك الشيعة الجعفرية الاثنا  عشرية في القول بأن الأمامة ركن من أركان الدين منصوص عليها  بنص  إلاهي ولا يصح الاسلام بدونها ، وأن الأئمة الاطهار  معينين تعيينا إلاهيا ، ولعل هذه الفكرة قد تسربت الى الفكر السني بلبوس  اخرى  حتى صارت الدولة والحكم  أصلا من أصول الدين وهي ليست كذلك ، والدليل على ذلك أن أهل السنة والجماعة لم يتفقوا خلال تاريخهم الطويل على شكل معين للحكم  أو ألية محددة  أو منهج واضح يكون بمثابة دستور ، أو مانفستو  يحتذى به .

ويعتبر الشعار الذي رفع خلال هذا القرن من طرف الاخوان المسلمين بدءا من الشيخ حسن البنا رحمه الله الى الشيخ بديع فك الله أسره ،وهو الشعار  القائل بأن القرآن دستورنا هو  شعار صحيح  باعتباره كلام الله الأزلي والذي يعتبر  فيه كل حرف وكل كلمة وكل آية وكل سورة إعجازا  إلاهيا لا تنتهي أسراره ، قال الله تعالى ؛(قل لو كان البحر مدادا الكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ ولو جئنا بمثله مددا ) صدق الله العظيم ،

لكن هذا الدستور دستور كوني عالمي للبشرية والكائنات الغيبية جمعاء هو دستور وجودي انطولوجي ، لا يهتم بالتفاصيل والجزئيات الحياتية لكل عصر من العصور ، الله تعالى فعلا يضع الخطوات العامة التي على الانسان ان يتبعها ويراعيها ، ولكن من رحمة الله بالبشرية انه ترك لهم الحرية في تدبير معاشهم حتى يكونون مؤهلين  لحمل الأمانة التي أثرت  في الجبال والجن  ورفضت حملها ، وحتى يكون مسؤولا عن أفعاله ، لقد أتاح الله لنا فرصة الاختيار بين الشر والخير ، وبين الظلم والعدل واعطانا العقل والضمير الذي نستطيع به مواجهة الشيطان وقبيله ، ومواجهة الشيطان المتربص ببني آدم انتقاما منه   بما تسبب له من الطرد من رحمة الله  قال الله تعالى : (قال ربي فأنظرني الى يوم يبعثون ،قال فإنك من المنظرين،الىىيوم الوقت المعلوم ،قال ربي بما أغويتني ،لأزينن لهم في الارض ،ولأغوينهم أجمعين ،الا عبادك منهم المخلصين ،) صدق الله العظيم ..

من رحمة الله بنا انه لم يحدد لنا منهجا محددا وصارما لكل تفاصيل الحياة ،  وإنما حدد الخطوط العامة ، وإلا لوجد الانسان نفسه في وضع من العنت ، ولما تحرك التاريخ الى الأمام ولبقي في مكانه ، في حالة ركود وسكون ولما تحقق الهدف من الاستخلاف وحمل الأمانة ، لأننا سنكون مأطرين بخطة  إلهية ، فنصبح بذلك مثل  إنسان آلي  يفعل ما يؤمر ولا يبدع ، ولكن الله أتاح لنا أن نفعل وان تؤثر حتى يربط الله المحاسبة والعقاب بالمسؤولية وبتحقق بذلك العدل الإلهي ،

إن السياسة  والحكم شأن بشري  واجتهاد انساني  يتغير بتغير بالظروف والاحوال. فما كان مقبولا في الأسرى وطريقة معاملتهم لم يعد مقبولا الآن وفق اتفاقية جنيف. وما كان مقبولا بخصوص غنائم الحرب والسبايا لم يعد ممكنا  لان هذه الأفعال أصبحت تعتبر جرائم ضد الإنسانية ، وكذلك مايتعلق بالنظام الصحي وتطور الأدوية ، وتعقيدات المعاملات المالية ، وطرق أليات ومناهج الوصول للسلطة ، والتي لم تكن معروفة من قبل ،

لو كان موضوع السياسة وتدبير شؤون الدولة أصلا من أصول الدين لنص الله على ذلك تصا قاطعا واضحا محددا حتى لا يبقى المسلمون في التيه والشر والاقتتال الداخلي بين الاخوة وبين الابن وابيه ،  وقد قتل ثلاثة خلفاء في العهد الراشدي من اصل أربعة وهم عمر رضي الله عنه قتله في المسجد ، الخادم الفارسي لؤلؤة المجوسي بمؤامرة داخلية من البيت الأموي حسب ما ذكر الشيخ العلايلي وعثمان رضي الله عنه قتله الثائرون من الامصار  وقتل علي كرم الله وجهه الخارجي عبد الرحمان بن ملجم،

 .فكيف يتم اغتيال ثلاثة رؤساء دولة دفعة واحدة ،فالمؤكد إذن أن النظام الأمني كان به خلل، ولذلك فالدولة التي لا تحمي رؤساها  من الاغتيال  هي دولة فاشلة .

لن ينسى التاريخ قتل زياد بن ابيه قائد جيش يزيد بن معاوية  ،سيد شباب اهل الجنة الحسين رضي الله عنه وحفيد رسول الله ، ابن علي كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء رضي الله عنها  في كربلاء. وكذلك قيام الدولة الأموية الإسلامية بالمقتلة  العظيمة في الحرة سنة 63 هجرية يوم ارتوت مدينة الرسول  بدماء الصحابة  حيث قتل أهل المدينة من الصحابة وتم  اغتصاب نسائها وهم نساء الصحابة .

فقد ذكر المؤرخ خليفة بن خياط (ت 240هـ) في تاريخه أسماء المئات ممن قُتلوا في هذه الوقعة من الأنصار وأبنائهم وبطونهم، ومن المهاجرين والقرشيين وأبنائهم وبطونهم وحلفائهم، وتتبُّع هذه الأسماء يكشف عن حجم القسوة والقوة المفرطة التي استخدمها مسلم بن عقيل المرّي وجيوش الشاميين، حتى إنه قتل بعض أشخاص بايعوا يزيد بن معاوية لما وقعوا في الأسر لأن صياغة مبايعتهم لم تُعجبه، وعلى رأسهم عبد الله بن زمعة أحد أصدقاء يزيد نفسه)انتهى، ،

فانظروا حجم الغطرسة ، والظلم ،فهل نريد مثل هذه الدول أن تعود للظهور .كلا وألف كلا ، لأنها دول ظالمة ،

والله ينصر الدولة العادلة  ولو كانت كافرة على الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة .

 لو كان كان الحكم اصلا من أصول الدين  لما تركنا  الله  ولحمانا من حدوث كل هذه الشرور التي وقعت في التاريخ ، ومنها حرب الجمل وحرب صفين ، والقائمة طويلة.

، ولطبق المسلمون  هذا المنهج  دون اختلاف ومباشرة عقب وفاة الرسول ولما تغيرت طريقة الحكم وشكلها بين خليفة وآخر وملك وآخر ، كما رأينا آنفا.

إن مسألة  الحكم والسياسة ليست  معلوما من الدين بالضرورة ، ولا يؤدي الخلاف بشانها إلى قضية التكفير والتبديع ، وبأدنى اجتهاد خجول ترتفع الاصوات بالتكفير والاستنكار  والاحتجاج وكأن دين الله  ضعيف وقابل للزوال باي قول او اجتهاد.

إن تفكيري في هذا الموضوع ليست منطلقاته أيديولجية وإنما منطلقاته فكرانية اجتهادية، تنطلق من أسس دينية ، ولا تعتمد مناهج علمانية غربية فتلك تجربة الغرب في ظروفه  التاريخية والفكرية وقد نبتت في تربتهم. ونتيجة تطور أفكارهم وما عرفته من فلسفات انوارية، وبنيوية ووجودية

بالنسبة  لنا. لابد  أن يكون الاجتهاد من داخل النص ومن تربيتنا من داخل الثقافة العربية والإسلامية لتكن نوايانا  صادقة ولنبحث وبدون  عوائق نفسية ، وحجر عقلي ، يكفي ان نخلص النية لله ويكون عقلنا وقلبنا خالصا من الحقد والانانية وحب الهوى ، العقل هبة الله  وهو من اعطاه لنا  لكي نفكر به فكيف يعطينا الله شيئا معطوبا يوصل الى المهالك حاشا لله ، كيف يعطينا العقل الذي هو مناط الاختيار بين الشر والخير  وتكون هذه الآلة خاسرة لا توصل الى نتائج صحيحة ،

لا ينبغي ان ننسب  أخطاء وتجارب البشر لله  لايجب أن ننسب المدنس، للمقدس ،فالله منزه عن الحوادث وهو  يراقبنا  و قريب منا وهو الظاهر الباطن المطلع على نوايانا وما في قلوبنا ،

لا يجب ان نخاف من الاجتهاد بعد ان نحقق شروطه فليس هناك من وسائط كهنوتية  بيننا وبين الله فهو يخاطبنا  جميعا ومباشرة  ، يخاطب الجميع كل على حد مستواه ، وكل واحد يفهم الخطاب على حقيقته لأنه ليس موجها  للنخبة المثقفة  وحدها وإنما موجه  للأمي البسيط ولغيره من الخلق .

لماذا تتوجه النوايا  عند كل راي او اجتهاد جديد او مخالف  صادق الى التبديع في اقل الاحوال والتكفير في أسوئها ،  وذلك ليس حق  أحد  لأنه من حق الله،  وليس من حق عالم أو فقيه أن  يوقع عن الله ،

يجب في رأيي أن نحرر العقول من القوالب الجاهزة وإنقاذ الأمة من حالة التردي  التاريخي الذي تعيشه ، فنحن لا زلنا نغط  في النوم  وفي العسل ،  ونحلم الأحلام الوردية بدولة تأتي من التاريخ تحقق النصر على العالم فيعود السبي  والجواري والجزية ودار الحرب ودار الاسلام ،

لقد حاولت داعش استدعاء هذا التاريخ وأنشات دولة الخلافة كما حددها ابن تيمية وبنفس الشروط القديمة فماذا كانت النتيجة ، لقد كانت دولة الحسبة والظلام،  تفرض فيها الصلاة بالاكراه وتقطع فيها الأيدي   بالأسواق ويرجم الزاني  أمام الاطفال ،  لقد كانت دولة الرعب وكان فيها ابو بكر البغدادي يبدو رجلا وقورا  بلحية كثة ووجه جميل  وديع وهو يصعد المنبر  بمسجد  النوري الذي بناه نور الدين زنكي في الموصل ، 

لم يقم تنظيم داعش إلا بالتطبيق الحرفي لما يسمى بدولة الخلافة ، لقد تصوروا أن التاريخ مثالي ، وأن ما كان هو افضل الأنظمة الواجبة الأتباع لم، يجتهدوا  ، ولم يراعوا اختلاف الاحوال والظروف ، ولم يراعوا موازين القوة ، في العالم ، واعتبروا ان قطع رؤوس المخالفين والزنادقة هي قرابين يتقربون بها الى  الله وهم يكبرون  ،باسم الجلالة  وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا مخدرين  ، وقد خلفوا وراءهم كوارث إنسانية ، وجرائم حرب ، ولم تسلم من جرائمهم  أثار  تاريخية استمرت في الوجود الآلاف السنين ، مثل ما وقع في مدينة تدمر ، بل أنهم نبشوا قبور الأولياء والصالحين واخرجوا  الجتث  وجلدوا الأموات ، وهذه الأمور قد وقعت فعلا في تاريخ الدولة العباسية  وغيرها ،

سيقول البعض انهم ليسوا نموذج الدولة الإسلامية  الحقيقية وأنهم  مجرد إراهبيين  يخدمون أجندة دول استعمارية استكبارية، كأمريكا لتشويه الاسلام ، ولكن ألم يكن ما قاموا به موجودا في تراثنا وتراث الدول الإسلامية

ليس هناك نموذج آخر غيرهم  يمكن ان نتبعه ونحتذي به ، ابحثوا  عن هذا النمودج  ، هذا تحدي للجميع ،ابحثوا عن نموذج واحد ، ليس هناك من نموذج لأن كل النماذج لم تكن ألهية وكانت مجرد  اجتهادات بشرية .

علينا نحن أن نجرب تحت كنف الله وتحت معطى الايمان والقلب  وتحت معطي التدين الحقيقي والدين القيمي ، نعم يجب ان نفكر في الحكم والدولة على أساس الدين القيمي الأخلاقي وهو في هذا المقام  فإن الدين لا ينفصل عن الدولة بل إنه يجب أن يرتبط  بها ارتباطا وجوديا  وثيقا ،الدولة تحتاج الى القيم الدينية  ،يحتاج كل مسؤول في السلطة إلى التحلي بها  نحتاج الى مسؤولين غير مرتشين ، وفاسدين،  وغير ظالمين ومحافظين على الأمانة ،

لقد اهتم الاخوان بالأشكال ولم يهتموا بالمضمون  فارتكبوا الأخطاء ، فقد عين الشهيد مرسي أول رئيس ديموقراطي  منتخب من الشعب ، السيسي وزيرا للدفاع لأنه اعتقد أن صلاته وتدينه الظاهري الشعائري سيجعله امينا وليس خائنا   لكن العكس هو الذي حدث فقد عض اليد التي امتدت إليه وعينته ، وقد قال البلتاجي احد القيادات الإخوانية المحكوم عليهم بالإعدام بمرارة  في تصريح حديث إنهم اخطأوا لأنهم وضعوا الثقة في غيرها محلها وفي من لا يستحق.

لابد من التدين الذي يستلزم اتباع اوامر الله ونواهيه والقيام بالشعائر والعبادات، ولكن لابد ان يكون ذلك مقترنا بالصدق ،فلا نكون دعاة وفي نفس الوقت نعيش في بحبوحة من العيش ونعيش الثراء الفاحش ، جيراننا الفقراء في الاحياء البعيدة يعيشون  الجوع والضنك ،

وهم في كل مساء يسخرون  منهم بكلام معسول حول قصص مثالية حقيقية وغير حقيقية ، ويخرج كل واحد منهم من كل حلقة تلفزية بحقيبة مملوءة بالدولار فيصدق عليهم قوله تعالى يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، ويتزوجون عشرين زوجة او اكثر بحلول فقهية احتيالية ، يطلقون ويتزوجون دون مراعاة أن الزواج ميثاق غليظ بنية ، التأييد، ويتحول الزواج عندهم الى زواج متعةمن حيث لا يدرون ،

مشكلتنا نحن المسلمون أننا ركزنا على الاشكال ونسينا المضامين والجوهر. ، وقد قال الرسول ص من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ، ، فالصلاة وسيلة للترقي وهي صلة للعبد بربه فإذا لم تحقق المقصود لم تنفع صاحبها يوم القيامة ، بجب أن نتجاوز التدين الكرنفالي الذي يكون  فيه الاشخاص مزهوين بأنفسهم  يمشون فوق الأرض مرحا مع أن الله لا يحب كل مختال فخور ، ويمشون الى المسجد من يوم الجمعة وهم يحملون على اكتافهم سجادة الصلاة ، في تظاهر ممقوت، يجب ان نتواضع أمام الله ولا نمن عليه بعبادتنا له ،

فهو لا يحتاج هذه العبادة ، لأنها فرضت علينا  من أجل مصلحتنا نحن من أجل نتطهر  وتصفو انفسنا من الشر والاحقاد من أجل أن ننجو يوم لا ينفع مال وبنون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ولا تصفيات المعجبين والمرائين  من من أجل  ان نأتي الله بقلب سليم  ،

إن الهدف الأساسي  لرسالات الانبياء لم يكن هو تأسيس الدول ، ومنها رسالة الأسلام وإنما كان الهدف هداية الناس الى الحق  ، وإخراجهم من عبادة الأصنام والاوثان إلى عبادة الواحد القهار  ، وتوحيد الألوهية، ومقاومة اغراءات الشيطان العقلاني الذكي التبريري الخطير ،

لم يؤسس اي نبي دولة وإنما أسسوا أمة ،

أن قصدي نبيل ينطلق من منطلقات دينية ويتأسس على قواعد اسلامية وفقهية ولكنه ينطلق متحررا الى الأمام .

اقول انه يجب الاجتهاد من داخل النص ،وملاءمته مع الواقع وإيجاد الحلول العقلانية له المؤسسة على الدراسات الميدانية والاحصائيات العلمية على ارضية ثقافيةةومعرفية اسلامية مع الاستفادة من تجارب الثقافات العالمية الغربية وثقافات الشرق الأقصى والأدنى كالبوذية والكونفوشوسبة والطاوية اليابانية والصينية والروسية وثقافات أمريكا الشمالية و امريكا اللاتينية.

قال الله تعالى :(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) صدق اللهةالعظيم

 يجب ان تجاوز انفسنا من تراثنا ، وليس من تراث وتجارب الآخرين ،

ولذلك انا لا اؤمن بالعلمانية بمنطلقاتها الغربية  في تجربة الفكر والواقع الاوروبي عموما والفرنسيه خصوصا ومنها تحالف الكنيسة مع السلطة ،  وصراعها مع الانتيلجنسيا من المفكرين والمثقفين الليبراليين.

ولذلك فالعلمانية تجربة الغرب وفلسفته اللائكية  الإلحادية الدهرية المنكرة لوجود الإله المحتفلة باللذة والشهوة المؤلهة  للانسان المتبعة لخطوات الشيطان ، هذه العلمانية المتطرفة المادية الاستئصالية المحاربة  للدين مرفوضة رفضا تاما ولا يمكن ان تكون لنا منهجا لنا وطريقة  وطريقة .

انا اتحدث عن نوع الدولة المتسامحة التي تقبل الجميع .

عن الدولة المجتهدة من داخل الدين القيمي الأخلاقي الغير  محصورة في ألية تاريخية معينة ومحددة ، المبدعة الهادفة لتحقيق العمران والمصالح لمواطنيها  وتحقيق الرفاهية. هذا  هو قصدي والله من وراء القصد   وهو الاجتهاد من أجل الاصلاح ما استطعت إليه سبيلا ،دون خلفية فكرية أو ايديلوجية ، حاقدة ، والله المطلع على في الصدور ،فإن اصبت فمن الله والحمد لله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله يغفر لي ذنبي وخطئي.

Share
  • Link copied
المقال التالي