شارك المقال
  • تم النسخ

“التشرميل” يعود من بوابة “الأفلام القصيرة”.. ونشطاء يطالبون بتحرك السلطات

طالب نشطاء وفاعلون تربويون، السلطات المغربية، بالتحرك في أسرع وقتٍ ممكنٍ، لوضعِ حدٍّ لما أسموه بالشكل الجديد لظاهرة “التشرميل” التي عرفتها مجموعة من مدن البلاد قبل حوالي 7 سنوات، والتي تجلّت في “الأفلام القصيرة”، التي ينشرها مجموعة من “اليوتوبرز”، على قنواتهم وصفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.

ويعمل “اليوتوبرز” الذين يشتغلون في عرض محتويات من هذا النوع، على تمثيل مشاهد عنيفة في شوارع مدن مثل الدار البيضاء، واستعمال الأسلحة البيضاء، ووسائل النقل، بطريقة غير آمنة، ما يتسبب في إزعاج المواطنين بشكل كبير، وصل في كثير من الأحياء إلى إصابة بعضهم بكدمات أو جروح جراء أعمال التمثيل التي يقوم بها أصحاب “الأفلام القصيرة”.

ويشتكي مواطنون من استمرار هذا التمثيل العشوائي، معتبرين بأنه يتسبب في إزعاجٍ كبيرٍ لهم، خصوصاً أنه يتم في أحياء شعبية تعرف اكتظاظاً بالسكّان، وأحياناً وسط أسواق وشوارع مليئة بالناس، ما يزيد من فرص تعرض السلامة الجسدية للأشخاص للخطر، وهو ما دفع عدداً من النشطاء إلى مطالبة السلطات بوضعِ حدٍّ لهذا الأمر.

وكتب الفاعل التربوي عبد الله قشمار، في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “سنة 2014 ظهرت بالمغرب ظاهرة التشرميل؛ حيث كان الشباب والمراهقون يتباهون بالإجرام وبنوع غريب من الحلاقة لرؤوسهم فضلاً عن ارتجائهم لبذلات رثة، وكانت السلطات آنذاك قد أوقفت هاته الموضة لتعيد المسار نوعاً ما إلى صوابه”.

وأضاف قشمار في التدوينة نفسها، بأن هذه الظاهرة، عادت من جديد، و”بشكل مستفحل وبمباركة من الأسر ومواقع التواصل الاجتماعي، لقد عادت بشعار الأفلام القصيرة، مؤثرة وبشكل كبير في الصغار والشباب”، متابعاً: “الواجب هو الحزم مع هاته الممارسات، فقد سئمنا ضياع الأجيال من بين أيدينا، لا الدولة تقوم بما عليها، ولا الأسرة ولا المدرسة”.

ويرى نشطاء بأن فسح المجال لمثل هذه الأمور التي لا تدخل بأي شكل من الأشكال في “الفن والتمثيل”، من شأنه أن يتسبب في انتشار العشوائية وسط شوارع المدن المغربية، ويعرض سلامة المواطنين للخطر، إلى جانب أنه هذه السلوكات قد تُسفر عن أضرار جسيمة في الممتلكات العمومية، مثل ما تُظهره بعض فيديوهات “الأفلام القصيرة”.

وما يزيد من مخاوف استمرار تهاون السلطات الأمنية في هذا الشأن، هو حجم المشاهدات التي تحظى بها هذه المقاطع، خصوصاً في صفوف الشرائح العمرية الصغيرة والمراهقة، الأمر الذي يعتبر، وفق فاعلين تربويين، خطراً حقيقياً على الاستقرار والأمن المجتمعي، وتشجيعاً غير مباشرٍ على كسر الممتلكات العامة، تحت ذريعة “تمثيل الأفلام القصيرة”.

وربط معلّقون قيام مجموعة من المراهقين بكسر حافلات جديدة في بعض المدن، بهذا “التسيّب” الحاصل في شوارع المدن المغربية، وعلى رأسها الدار البيضاء، التي تعتبر القلب الاقتصادي النابض للبلاد، مشددين على ضرورة التحرك العاجل للسلطات، ووضع حدٍّ لمثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة المواطنين وممتلكاتهم.

وسبق لشرطة الدار البيضاء، أن قامت، قبل أزيد من أسبوعٍ، بتوقيف ثلاثة أشخاص ظهروا في شريط فيديو منشور على تطبيقات التراسل الفوري، يتضمن محتوى عنيفاً يمس بالشعور بالأمن ويهدّد سلامة الأشخاص والممتلكات، بعدما عرض قيام الأشخاص مرفوقين بكلب من فصيلة شرسة، بالتظاهر بتعريض شخص للاعتداء بالسلاح الأبيض، ورميه في بالوعة للصرف الصحي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي