يشهد منسوب حقينة السدود ارتفاعا، ولكن بوتيرة متفاوتة بين الأحواض في مختلف جهات المملكة، ونشرت وزارة التجهيز والماء، أخيرا، بيانات حول نسبة ملء الخزانات المائية والتي تبلغ 30,7% من طاقتها الإجمالية البالغة 4,94 مليار متر مكعب، حيث أنعشت التساقطات الأخيرة آمال الفلاحين لموسم زراعي جيد.
حالة غير متساوية
وسجلت الأحواض المائية تفاوتا ملحوظا، لأن النمو في بعض السدود كان أكبر منه في غيرها، حسب موقعها على الخريطة المغربية، وقد جاء هذا النمو في ملء هذه الخزانات بالمياه بفضل هطول الأمطار الأخير وسياسة هامة لإدارة الموارد المائية من جانب المملكة.
يذكر أن العديد من خزانات المياه المغربية وصلت سعتها إلى 100%، وهناك العديد من السدود التي تعمل بأقصى طاقتها، مثل النحلة وشفشاون والشريف الإدريسي ووادي زا وبوهودة وسيدي إدريس.
بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت خمسة سدود أخرى 90٪ من طاقتها الإجمالية، وهي الدخيلة وآيت مسعود وعلال الفاسي ومولاي حسن بن مهدي ومسيروم، وتبلغ نسبة أحواض يعقوب المنصور وأبو العباس السبتي وسيدي سعيد معشو 86.2 و78 و66% على التوالي.
في حين وصلت سدود أخرى إلى نصف طاقتها مثل سيدي الشهيد وباب لوطة نواحي إقليم تازة، وميشليفن وتيمينوتين وسيدي محمد بن سليمان الجزولي بنسبة 50% لكل منها.
وتفصل البيانات الوزارية معدلات الملء حسب الحوض، مما يكشف عن اختلافات بين المناطق، ويتصدر حوض اللوكوس بنسبة ملء 60.5%، يليه حوض تانسيفت بنسبة 56.7%، لكن هناك أحواض أخرى تظهر معدلات أقل مثل ملوية (24.7%) وسبو (46.7%) وواد ريرية الشاوية (27.7%).
الأمطار الأخيرة وسياسة إدارة المياه
وقد وفرت الأمطار الأخيرة في شمال المغرب فترة راحة وسمحت للخزانات في مناطق مثل طنجة وشفشاون بالنمو بشكل كبير، وكان جنوب المملكة المغربية أقل هطولا للأمطار، مما أثر على التفاوت الكبير الحالي في احتياطيات المياه الوطنية.
كما ساعدت سياسة إدارة المياه التي تنتهجها الحكومة المغربية في مواجهة النقص الأخير بسبب آثار تغير المناخ وقلة هطول الأمطار، وأعربت الحكومة عن قلقها بشأن نقص المياه في الحياة اليومية والنشاط الزراعي، وهو القطاع الذي يمثل حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب.
وفي الأشهر الأخيرة، قامت الحكومة المغربية أيضًا بتنفيذ سياسة أكثر كثافة لإدارة المياه من أجل تحقيق أقصى استفادة من الموارد المائية، كما اتخذت مبادرات تهدف إلى زيادة احتياطيات المياه.
وإحدى هذه المبادرات هي حدوث طفرة أكبر في قطاع تحلية المياه للاستفادة من مياه البحر، وتجدر الإشارة هنا إلى أن محطة التحلية أو محطة تحلية المياه هي منشأة تقوم بتحويل المياه المالحة من البحر (أو المياه قليلة الملوحة) إلى مياه صالحة للاستهلاك البشري، وكذلك للاستخدامات الصناعية والري، مما يجعل من الممكن استخدام مياه البحر كمورد مائي.
ومن المبادرات المهمة الأخرى الطرق المائية السريعة، التي تربط بين الأحواض المختلفة من أجل تفضيل تلك التي لديها نسبة تعبئة أقل من أجل المساعدة في تحسين إمدادات المياه في المناطق ذات الموارد الأقل، مثل جنوب المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )