أثار قرار حميد شباط، الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، الالتحاق رسميا، بالحركة الشعبية، حفيظة مجموعة من المسؤولين داخل “السنبلة”، حيث اعتبروا بأن الأمر قد يشكل تهديداً على استقرار التنظيم في المستقبل القريب، فيما هاجمت قيادات في “الميزان”، زعيمها السابق، ووصفته بـ”الأناني”.
وكشفت مصادر مطلعة لجريدة “بناصا”، أن شباط، قرر الانضمام إلى الحركة الشعبية، بعدما كان قد حلّ الخميس الـ 22 الماضي، بمنزل محمد أوزين عضو المكتب السياسي لـ”السنبلة”، بمركز حد واد إفران التابع لإقليم إفران، لمناقشة عدد من الأمور المتعلقة بخطوة زعيم الاستقلال السابق.
وأوضحت المصادر نفسها، أن هناك مخاوف داخل الحزب من أن يتمكن شباط من السيطرة على الحركة الشعبية بعد الانتخابات المقبلة، خصوصا إن تمكن من تحقيق النتائج المرجوة التي من شأنها أن تزيد من شعبيته على المستوى الداخلي لـ”السنبلة”، بالرغم من أن الحاضرين خلال الاجتماع المذكور، من قيادات بـ”حزب العنصر”، أعربوا عن ترحيبهم بخطوة شباط.
وأردفت أن عدداً من قيادات الحركة الشعبية، اعتبرت أن انضمام شباط للحزب، يشكل خطراً على مستقبل التنظيم، خصوصاً بعد أن أكد الأمين العام السابق للاستقلال، أنه لا يغلب مصلحة الحزب على مصالحه الشخصية، حيث قرر مغادرة “الميزان”، في أول صدامٍ له مع قياداته، والتوجه إلى أحد أبرز منافسيه في مدينة فاس.
وأضافت المصادر، أن قبول التحاق شباط بالحركة الشعبية، يحمل إساءة كبيرةً للحزب الذي أسسه أحرضان، ولتاريخه النضالي، سيما وأن الأمر لا يتعلق بشخصية سياسية عادية، بل بأمين عامٍّ سابق لحزب الاستقلال، أحد أعرق التنظيمات السياسية في المغرب، ما يعني أن شباط، قد يتسبب في مشاكل عديدة داخل “السنبلة”، من قبيل تلك التي خلقها بعد عودته إلى البلاد في أواخر 2020.
وفي المقابل، علّقت مصادر من داخل حزب الاستقلال، في حديثها إلى جريدة “بناصا”، على التطور الجديد، بالقول إن شباط، أبان عبر خطوته الأخيرة، عن حقيقة أنانيته، وأنه لا يمت لحزب علال الفاسي بصلة، ولم يكن يؤمن بمبادئه وقيمه، وهو ما يؤكده قراره الالتحاق بحزب منافس لـ”الميزان”، الذي كان أميناً عاماً له لسنوات.
ونبه المصدر نفسه، إلى أن توجه أمين عام سابق لحزب، إلى حزب آخر، يعد سابقة من نوعها في تاريخ المشهد السياسي المغربي، مشيراً إلى أنه لو كان شباط مؤمنا بقيم الاستقلال، لكان قد اختار أن يترشح بشكل مستقل، بدل أن يخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية بلون سياسي مغاير، وضد “الميزان”.
تعليقات الزوار ( 0 )