نفى الأستاذ الجامعي، خالد البكاري، وجود أية أهمية في تراند “أخنوش إرحل، حيث لفت إلى أن ” تراند إرحل وبغض النظر عن الإسم المرتبط به، ليس له أي قيمة رمزية، ولا يستهويني البحث فيما إذا كان طبيعيا أم مفبركا”.
وعن نضال المغاربة الافتراضي، أبرز في كلمته بالندوة التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، تحت عنوان “تراند #أخنوش_ارحل : الاحتجاج بين الفضاء الواقعي والافتراضي”، أن المجتمع المغربي مازال يعاني من الأمية الأبجدية، وبالتبعية من أمية رقمية، تجعله غير قادر على إنتاج خطاب احتجاجي رقمي.
وقارن في هذا السياق، الاحتجاج الافتراضي المغربي مع نظيره الفرنسي، مُسجلا أن “السيدة الفرنسية التي أشعلت شرارة الاحتجاج استعملت عبارة مفتاحية لها رمزيتها، عكس كلمة “إرحل” المُستعملة الآن، التي كان لها تأثير في سياق سابق، وذلك سنة 2011 مع ثورات الربيع العربي، لكنها الآن قد استنفدت رمزيتها، ولم تعد محركا كما كانت”.
من هنا، استنتج البكاري أن المستوى الإدراكي للمجتمع في التقاط الرسالة مهم جدا، وهو ما تواجد بالمجتمع الفرنسي، في حين غاب عن المغربي.
كما أشار إلى أن “النموذج الفرنسي قد أظهر أن هناك علاقة بين الاحتجاج الافتراضي والآخر الواقعي، على عكس التجربة المغربية، التي لا علاقة لأي شكل بالآخر”.
ورأى المتحدث ذاته، أنه لا وجود لأي ترجمة لتراند “أخنوش إرحل” بالشارع والواقع، لافتا إلى أن هذا يؤكد أن “وسائط التواصل الاجتماعي الأكثر استعمالا وتأثيرا بين وعلى المغاربة، ليست الفايسبوك أو التويتر، وإنما الواتساب”.
البكاري سلط الضوء في كلمته أيضا على محرك الحركات الاحتجاجية، حيث أفاد بأنه لم يفهم حركة الاحتجاج التي كانت على التلقيح، ليتساءل بعدها ” كيف في سياق مُحتقن اجتماعيا وبه مجموعة من المشاكل الأخرى، تكون هناك احتجاجات على إجبارية التلقيح بالرغم من عدم وجود تضييق بشأنه حينها”.
جانب آخر طرحه المتحدث، أوضح فيه أن النقاش العمومي قد جرى تدفينه بطريقة خطيرة جدا، مؤكدا أن “الفاعل السياسي اليوم يعاني من ضعف تنظيمي، وضعف في إنتاج خطاب يواكب المرحلة، وكذا ضعف في إنتاج النخب”.
لتكون خلاصة الأستاذ الجامعي ذاته، أن هناك فرقا كبيرا بين الواقع الافتراضي في الدول المتقدمة، وبين الواقع الافتراضي في منظومة مثل المنظومة المغربية.
جدير بالذكر أن الندوة التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية، تحت عنوان ” تراند #أخنوش_ارحل : الاحتجاج بين الفضاء الواقعي والافتراضي”، التي أشرف على تسييرها الإعلامي نور الدين لشهب، قد شهدت مشاركة أيضا كل الأستاذ الجامعي محمد الهاشمي، والصحافي والباحث الأكاديمي، يونس مسكين، والبرلمانية السابقة آمنة ماء العينين، وكذلك الناشطة الجمعوية والسياسية بشرى الحياني.
تعليقات الزوار ( 0 )