شارك المقال
  • تم النسخ

البطاطس تحاكم المغرب الأخضر والجواهري ولحليمي يحاكمان أداء الحكومة

أجمل ما في حكومة أخنوش أنها ألبست الصحف “إياها” النقاب وحشرتها في غرفة الحريم.

فالجرائد الورقية والإلكترونية التي كانت قد تحولت إلى ما يفوق المعارضة من خلال قنابلها الصوتية وحتى بأخبارها الكاذبة والمفبركة أحيانا، خلال الولايتين التشريعيتين السابقتين، لم تعد اليوم قادرة حتى على نشر أخبار الحصيلة الأسبوعية لحوادث السير مخافة إغضاب “صاحب الزمان”، بل إنها تنشر حتى ما يتفضل به الناطق الرسمي كل أسبوع من تصريحات تضحك الخنساء.

لكن هذه “المسالمة”، المدفوعة الأجر ربما، قادت إلى ما هو متوقع منها في اتجاهين:

الأول، استكانة الحكومة التي يبدو أنها صدقت “كلام الجرايد” الذي خلا تماما من العبارات النارية، التي كانت تطالعنا صباح مساء عن الفشل والإفلاس وسوء التدبير وتبديد المال العام.. إلخ..

والثاني، أن الحكومة التي لم تعد تسمع كلمات “باسطا” “كفى” “باركا”.. اعتقدت أنها ستقضي سنواتها الخمس في قيلولة مطولة، وأن كل من تسول له نفسه إزعاجها -ولو عبر مواقع التواصل الاجتماعي- سيحل ضيفا على السيد التامك “معززا مكرما” وفق آخر ما أنتجته مبادئ حقوق الإنسان..

غير أن الرياح جرت بما لا يشتهيه قارب الحكومة..

فغلاء أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، كان أفضل من ألف تقرير لأية مؤسسة أو هيئة أو مجلس من تلك المجالس التي ما زالت تبحث عن قانون تنظيمي ينقذها من البطالة، ومن مليون تحقيق صحفي، بما أنه إثبات عملي لفشل أكذوبة “مخطط المغرب الأخضر”، ودعوة صريحة لمتابعة المسؤولين عنه، ولو أن هذا سيظل مجرد حلم لن يتحقق، بدليل مصير “البرنامج الاستعجالي” الذي التهم أقل من نصف وربما ثلث ما ابتلعه “مخطط المغرب اليابس”.

يضاف إلى هذا خطوة بنك المغرب الأخيرة، حيث يبدو من استقراء بعض التسريبات أن التحكيم الملكي الذي طلبته الحكومة في مواجهة الوالي الجواهري لم يكن في صالحها، حيث أعيد نشر البلاغ بعد سحبه لساعات، ما يعني تأكيد الفشل الحكومي.
ونفس الشيء ينطبق على خرجة المندوب السامي للتخطيط في حواره مع أحد المواقع المفرنسة واسعة الانتشار، حيث إن ما قاله تجاوز الاختلاف حول الأرقام أو حول تحليل المؤشرات والمعطيات، إلى رسم صورة سوداوية عن المستقبل، واتهام الحكومة بالفشل في المجال الاقتصادي، باعتبار أن التضخم بنيوي ومحلي وليس مستوردا، وأن الغلاء سيستمر.

لا أحد يستطيع حاليا فك شيفرة هذين المعطيين، وأسباب نزولهما، لكن التجربة علمتنا شيئا واحدا مهما وهو أن صانع القرار حين يصم أذنيه ويصدق أنه وحده يمتلك الحقيقة، سرعان ما سيجد نفسه في مواجهة “شهداء كوميرة”..

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي