في واقعةٍ غريبة، راسل البرلمان الجزائري، الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، من أجل مطالبته بالتراجع عن القرار الذي اتخذه سلفه، بخصوص الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء، وهو ما أثار الجدل داخل البلاد، واستغرب العشرات من النشطاء من الأمر الصادر عن جهة يُفترض أنها تدافع عن الشعب الجزائري دون غيره.
وطالبت المجموعات البرلمانية بغرفتي البرلمان، في رسالتها الموجهة إلى بايدن، بالحفاظ على الإرث التاريخي الإيجابي للولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، عبر “مراجعة المرسوم الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترامب، الخاص بالصحراء الغربية، والذي يعد خرقا للمواقف الأمريكية حول هذه القضية”، على حد قول المراسلة.
وأثارت الخطوة استغراب شريحة مهمّة من الشعب الجزائري، خصوصاً أن البرلمان، يُفترض أن يكون ممثلا للجزائرييين، ومدافعاً عن مصالحهم دون سواهم، غير أن غاياته حُرفت بهذه الرسالة، التي جعلت من المؤسسة التشريعية في الجارة الشرقية للمغرب، أداةً في يد الجنرالات للدفاع عن مصالح جبهة البوليساريو الانفصالية.
وسبق لمجموعة من النشطاء الجزائريين، أن دعوا إلى مراجعة مواقف السلطة بشأن دعم البوليساريو، وهو ما عبّر عنه صراحةً الصحافي وليد كبير، حين توجه برسالة إلى رئيس حركة البناء الوطني، وعبره للجنرالات، يقول فيها إن دعم بلاده للانفصاليين خطأ جسيم، ويطالب من خلالها بضرورة تدارك هذا الأمر، والعودة لتأييد المملكة، في قضيتها، بعد أن كان المغرب داعماً لكلّ ثورات الجزائر ضد الاستعمار.
وعن موضوع مراسلة البرلمان لبايدن، قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليلي الأمني، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن الجزائر، باتت “دولة عسكرية مريضة مرض الموت”، مردفاً بأن الجنرالات يستعملون البرلمان للتحريض ضد المغرب.
وكتب اسليمي، إن “الجنرالات يستعملون برلمان بوتفليقة والقايد صالح الذي يقوده رئيس فاقد للذاكرة في التسعينات من عمره (صالح كوجيل)، للتحريض ضد المغرب برسالة إلى الرئيس الأمريكي”، متابعاً: “رسالة مفككة الفقرات تحمل العديد من المؤشرات الدالة على أن الحاكمين في الجزائر، مجموعة مريضة نفسيا وجسدياً”.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط، بأن السلطة الجزائرية، مريضة بـ”مرض صعب لأنهم باتوا يحملون ملفا واحداً يسمى البوليساريو”، مسترسلاً: “لقد باتت الدولة العسكرية الجزائرية مريضة بمرض موت اسمه البوليساريو، فالجنرالات مقبلون على قتل الجزائر بمرض يسمى البوليساريو”.
وتساءل الناشط إدريسي عبد الله في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، على خلفية رسالة البرلمان الجزائري لإدارة بايدن، عن السبب الذي دفع الجنرالات للقيام بذلك، في الوقت الذي لم يتحركوا فيه للمطالبة بالتراجع عن قرار ترامب القاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، رغم تبجحهم بدعم الفلسطينيين.
وتابع إدريسي: “السؤال للإخوة الفلسطينيين: لماذا لم يراسلوا أمريكا من أجل سحب اعترافها بالقدس كعاصمة لإسرائيل؟؟ أليست فلسطين هي قضيتهم الأولى كما يدعون؟؟ أليست القدس أهمّ؟؟ أو أضعف الإيمان لماذا لم يراسلوا بايدن من أجل القضيتين مثلا القدس والصحراء الغربية؟”، مضيفاً: “النظام الجزائري هو أحقر نظام، استغل فلسطين وقضيتها، بل وحتى علمها ليسوق لصنيعته البوليساريو أحقر استغلال”.
لماذا النظام الجزائري يدعم جبهة البوليساريو!!.لماذا هذا الارتباط الطويل الأمد بالجبهة!!هل هناك ضغط قوي خارجي!!!هل هناك أهداف دول أخرى لم تظهر وما زالت تدعم سريا النظام الجزائري!!