Share
  • Link copied

الانـفتاح الـتونسي عـلى إيـران: اسـتراتيجية جـديدة لـكسر الاحـتكار الـغربي وإعـادة رسـم الـتحالفات الإقـليمية (تـقريـر)

تحت عنوان: “الانفتاح التونسي على إيران: تكتيكات كسر “الاحتكار الغربي”، أكد تقرير لمركز “البيت الخليجي للدراسات والنشر”، على أن التقارب بين الرئيس التونسي قيس سعيد وإيران يتميز بكونه تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية التونسية، حيث يسعى سعيد إلى تعزيز العلاقات مع طهران كجزء من رؤيته لاستقلالية تونس ورفض “الوصاية الغربية”.

ومنذ وصوله إلى السلطة عام 2019، عزز سعيد هذا التحالف من خلال زيارته إلى طهران في يونيو 2024، حيث التقى بالمرشد الأعلى آية الله خامنئي، وأعلن عن إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى تونس.

ويُنظر إلى هذا التقارب على أنه تحدٍ للقوى الغربية، لكنه يثير تساؤلات حول تداعياته على استقرار تونس وعلاقاتها الدولية، خاصة في ظل المخاوف من تأثيرات محتملة على الأمن والاقتصاد التونسي.

وأوضح التقرير، أنه وفي ظل التطورات الدراماتيكية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بدأت تونس، تحت قيادة الرئيس قيس سعيد، تسير في مسار جديد في سياستها الخارجية، يتسم بالتقارب مع إيران، وهو ما يعد تحولًا كبيرًا عن التقاليد الدبلوماسية التونسية المعتدلة التي سادت في عهديْ الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي.

وفي يونيو 2024، قام قيس سعيد بزيارة إلى طهران لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية.

وخلال الزيارة، التقى سعيد بالمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي، الذي أشاد بالرئيس التونسي ووصفه بـ “الشخصية الفاضلة والأكاديمية المميزة”، معتبرًا قيادته لتونس “فرصة لهذا البلد بعد سنوات من الحكم الاستبدادي والانفصال عن العالم الإسلامي”.

وفي أعقاب الزيارة، أعلنت الخارجية التونسية إعفاء الإيرانيين من تأشيرة الدخول إلى تونس، وهو قرار أثار استغراب العديد من المراقبين.

ويُعتقد أن هذا القرار جاء في سياق بحث تونس عن مصادر تمويل بديلة بعد تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ورغبة في رسم تحالفات جديدة تتعارض مع النموذج الغربي.

واستقبل الاتحاد الأوروبي هذه الخطوة بامتعاض، حيث أعرب جوزيف بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، عن قلقه البالغ من تقارب تونس مع إيران وروسيا والصين، واصفًا الأمر بأنه “تطور مثير للقلق”.

من جهتها، أكدت السفارة التونسية في بروكسل أن خيارات الحكومة التونسية تمثل تطلعات الشعب وتعبر عن إرادته السيادية.

ولا يقتصر التقارب التونسي الإيراني على الجانب السياسي، بل يمتد إلى المجال الثقافي والديني. في أكتوبر 2024، زار وزير الثقافة الإيراني علي جنتي تونس للتوقيع على اتفاقيات ثقافية مع نظيره التونسي، شملت الموسيقى والترجمة.

كما أن التشيع في تونس، الذي يعود تاريخه إلى العصر الفاطمي، يشكل حاضنة شعبية محتملة لهذا التحالف.

ويخشى بعض المراقبين من أن يؤدي هذا التقارب إلى عزل تونس عن حلفائها التقليديين في الغرب، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة للتطبيع مع إسرائيل.

كما أن أي مواجهة إيرانية إسرائيلية محتملة قد تؤثر سلبًا على تونس، خاصة في ظل اعتمادها الكبير على استيراد المحروقات.

وأشار التقرير، إلى أن التقارب التونسي الإيراني يمثل تحولًا جذريًا في السياسة الخارجية التونسية، ويُعتبر تحدياً للقوى الغربية.

وبينما يسعى قيس سعيد إلى تعزيز استقلالية تونس وبناء تحالفات جديدة، فإن هذا المسار يحمل في طياته مخاطر كبيرة قد تؤثر على استقرار البلاد وعلاقاتها الدولية.

Share
  • Link copied
المقال التالي