Share
  • Link copied

المغاربة يشيدون بوزارة الخارجية بعد الانتصارات الدبلوماسية للمغرب

أنست الانتصارات الديبلوماسية التي يحققها المغرب، في الشهور الأخيرة، المواطنين، الزلات، التي سبق ووقع فيها وزير الشرون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لتحول الأخير، أحد أبرز الشخصيات السياسية في المملكة، وينال إشادةً واسعةً، على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ تولي بوريطة، مسؤولية وزارة الخارجية، في أبريل من سنة 2017، أي بعد ثلاثة أشهر من قرار المملكة، تحت قيادة الملك محمد السادس، العودة إلى الاتحاد الإفريقي، نجح رئيس الديبلوماسية المغربية، في إقناع عددٍ كبيرٍ من الدول، في مراجعة موقفها من قضية الصحراء، وتراجعها عن اعترافها بالجمهورية الوهمية، بل إن الأمر وصل لفتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية للبلاد.

وقررت 17 دولةً، في عهد بوريطة، فتح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة، في تطورٍ غير مسبوقٍ في تاريخ الخارجية المغربية، علمأً أن الرقم، مرشحٌ للارتفاع في الأيام المقبلة، في ظل الأنباء التي تتحدث عن اعتزام عددٍ من الدول، السير على منوال إحداث تمثيليات لها في صحراء المملكة، ومن بينها السعودية.

وتفاعل مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مع ما يقوم به بوريطة، سيما وأن هذا الدور، انجلى بشكل واضح، خلال تدخل القوات المسلحة المغربية لطرد عصابة البوليساريو من معبر الكركارات، وتأمين حركة مرور البضائع والأشخاص، بعد أن لاقت خطوة المملكة، تأييداً دولياً واسعاً، عكس ما كان يتوقعه جنرالات الجزائر، ومعهم زعيم البوليساريو إبراهيم غالي، الذي لم يستطع إخفاء تفاجئه من هذا الدعم.

وكان بوريطة، من بين الشخصيات السياسية المغربية، التي تثير الجدل، بين الفينة والأخرى، نتيجة بعض الأخطاء، التي كان آخرها، ذكر الملك الراحل الحسن الثاني، بدل محمد السادس، خلال مؤتمر صحافي، جمعه بوزير الخارجية السعودية، حيث قال إن زيارة الأخير، “مناسبة للحديث حول علاقتنا الثنائية، (…) برعاية صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله”.

وسبق للوزير أن وقع في العديد من الأخطاء سابقا، حيث اعتبر في فبراير الماضي، خلال اجتماع لجنة الخارجية والحدود والدفاع الوطني والمناطق المغربية المحتلة بمجلس المستشارين، أن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا، أفضل من علاقات المملكة مع جارتيها الجزائر وموريتانيا، في سقوط مدوٍ، وانحراف واضح عن التوجهات الملكية المركزة على العمق الإفريقي.

وحتى في ظل أن إسبانيا تحتل مدينتين مغربيتين، والعديد من الجزر الموجودة على السواحل المغربية، إلا أن بوريطة، اعتبر بأن العلاقات معها، أفضل بكثير من نظيرتها مع الجزائر وموريتانيا، سابحا بذلك في واد، ودبلوماسية المملكة بقيادة محمد السادس في واد مغاير، علمأً بأنه كان قد وصف علاقة الرباط بنواكشوط، قبل هذه التصريحات، بـ”التاريخية”، وهو ما اعتبر ارتباكاً للوزير.

ومن بين الأخطاء، التي تؤاخذ على بوريطة، قبوله لدعوة قناة “فرانس24″، المعروفة بعدم حيادها في تناول القضايا المتعلقة بالمملكة، عبر الهاتف، في برنامج، استعرض خريطة المغرب من دون صحرائه، دون أن يحرك الوزير ساكنا، أو يحتج على الأمر وينسحب، وهو ما أثار استغراب العديد من الخبراء والمحليين وقتها.

وسجل مراقبون العديد من المؤاخذات على بوريطة، على رأسها المشاكل التي تعانيها الوزارة من ناحية التواصل، وعدم قيامها بأي ندوات صحافية تحضرها وسائل الإعلام المغربية، لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية، على رأسها التوتر الذي عرفته الشهور الماضية مع الجزائر، إضافة إلى ما أسماه المنتقدون انغلاق الوزارة على نفسها.

وبالرغم من كل هذه الأخطاء، إلا أن المجهود الذي يبذله بوريطة، والنتائج التي حققها، غير نظرة العديد من المتابعين والمحليين، بخصوصه، مؤكدين أن الأساس هو الانتصارات الدبلوماسية، والأخطاء يمكن تجاوزها، وهو بالفعل ما حصل وفقهم، فقد نجحت المملكة، في حشدِ دعم غير مسبوقٍ في قضية الصحراء المغربية.

Share
  • Link copied
المقال التالي