تشهد الساحة السياسية الفرنسية جدلاً واسعاً على خلفية الكشف عن أسماء شخصيات فرنسية جزائرية تم تكليفها بتنسيق حملة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الانتخابية في فرنسا. وقد أثار هذا الأمر استياءً واسعاً، خصوصاً بعد تورط شخصيات دينية وسياسية بارزة في هذه الحملة.
دور المسجد الكبير بباريس
وبرز دور كبير للمسجد الكبير بباريس في هذه القضية، حيث تم تكليف رئيسه، الشيخ شمس الدين محمد حفيظ، بالإشراف على الحملة الانتخابية لتبون في فرنسا، وقد أثار هذا التعيين استياء العديد من الأوساط الفرنسية والجزائرية، حيث اعتبروه تجاوزاً خطيراً لدور المسجد الديني، وتحويله إلى أداة سياسية.
انتقادات واسعة لخلط الدين بالسياسة
وتلقى هذا القرار انتقادات لاذعة من مختلف الأطراف، حيث اعتبر البعض أن استغلال المسجد الكبير في أغراض سياسية أمر غير أخلاقي وغير قانوني، وأن ذلك يمثل انتهاكاً صارخاً لمبدأ فصل الدين عن الدولة، كما انتقد آخرون تورط شخصيات سياسية فرنسية في هذه الحملة، معتبرين ذلك تدخلاً في الشؤون الداخلية للجزائر.
شبهات حول تمويل الحملة
وأثار هذا الجدل أيضاً تساؤلات حول مصدر التمويل لهذه الحملة، حيث استبعد البعض أن يتم تمويلها من ميزانية المسجد الكبير، نظراً لأن هذا الأخير يتلقى تمويلاً من الدولة الفرنسية، ورجح البعض أن تكون هناك مصادر تمويل أخرى غير معلنة لهذه الحملة.
ومن المتوقع أن تترك هذه القضية آثاراً سلبية على العلاقات بين فرنسا والجزائر، حيث قد تؤدي إلى زيادة التوتر بين البلدين، وتقويض الثقة المتبادلة، كما قد تؤثر هذه القضية على صورة فرنسا في العالم العربي، حيث قد يتم تفسيرها على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )