كشفت جريدة “L’Post” البلجيكية أن الانتخابات التشريعية الفرنسية 2024 أثارت اهتماما كبيرا لدى الفرنسيين المقيمين في المغرب، خاصة في طنجة ووجدة، حيث كانت المشاركة مرتفعة بشكل ملحوظ.
وبحسب المصدر ذاته، فقد كانت هاتان المدينتان، موطن مجتمع متنوع من المغتربين الفرنسيين، مسرحاً لتعبئة ملحوظة للمواطنين لصالح التصويت، مما يدل على ارتباطهم بالقضايا السياسية الفرنسية على الرغم من المسافة الجغرافية.
وفي طنجة، المدينة المغربية العالمية والديناميكية اقتصادياً، أعرب الناخبون الفرنسيون عن حماس واضح. وسلط بول، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 45 عاما، الضوء على أهمية تصويت المغتربين للتأثير على السياسات التي تؤثر على حياتهم، سواء في المغرب أو في فرنسا.
وبالنسبة لماري، وهي معلمة تبلغ من العمر 34 عاما، فإن التصويت يمثل عملا من أجل مستقبل أطفالها، على أمل زيادة الدعم للأسر المغتربة والاعتراف بشكل أفضل بمساهمتهم الاقتصادية.
وفي وجدة، الواقعة بالقرب من الحدود الجزائرية، كانت التعبئة المدنية ملحوظة بنفس القدر. وشددت صوفي، وهي ممرضة تبلغ من العمر 29 عاماً، على أن التصويت هو وسيلة لتسليط الضوء على الاهتمامات الخاصة للمغتربين.
وأصر جان مارك، وهو مسؤول تنفيذي في شركة متعددة الجنسيات، على أهمية اختيار نواب قادرين على الدفاع بفعالية عن مصالح الفرنسيين الذين يعيشون في الخارج.
مساهمة أساسية
وتشمل القضايا التي تهم الناخبين في وجدة على وجه الخصوص تحسين الاتفاقيات الثنائية بشأن الضرائب والضمان الاجتماعي، فضلا عن تعزيز الروابط بين القنصليات والمواطنين المغتربين لتسهيل اندماجهم ودعمهم.
وباختصار، أظهرت الانتخابات التشريعية لعام 2024 ليس فقط المشاركة المدنية للشعب الفرنسي الذي يعيش في الخارج، ولكن أيضًا توقعاتهم من الممثلين المنتخبين.
وبالنسبة لهؤلاء المغتربين، فإن التصويت ليس مجرد واجب، بل هو مساهمة أساسية في المستقبل السياسي لفرنسا، مما يضمن سماع أصواتهم، على الرغم من أنها بعيدة، وأخذها في الاعتبار على المستوى الوطني.
وتؤكد هذه المشاركة النشطة على الأهمية الحاسمة للانتخابات التشريعية بالنسبة للمغتربين الفرنسيين، مما يدل على رغبتهم العميقة في البقاء على اتصال ببلدهم الأصلي والتأثير بشكل إيجابي على تطوره السياسي.
تعليقات الزوار ( 0 )