شارك المقال
  • تم النسخ

الانتخابات التركية.. هل ستتأثر مصالح المغرب الاقتصادية والسياسية في حالة فوز مرشح المعارضة؟

وسط ترقب محلي ودولي، تتجه تركيا، للمرة الأولى في تاريخها، نحو جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، في أعقاب جولة أولى متنازع عليها، وذلك بعد فشل المرشحين ( طيب رجب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو) بحسم النتيجة (الأحد) الماضي.

وتتساءل عدة أوساط محلية حول تأثير تلك الانتخابات ونتائجها في حالة فوز مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، على المغرب، الذي تربطه علاقات وثيقة مع أنقرة في ملفات متعددة، ليس أهمها الاقتصاد والتجارة البينية، بل أيضا على المستوى السياسي الذي يشهد تشابكا في الملفات والمصالح بين الرباط وأنقرة.

فوز أوغلو سيقوض جهود العلاقات بين الرباط وأنقرة

إدريس بوانو، الخبير في الشأن التركي، قال، إنه “إذا تحقق فوز مرشح المعارضة- وإن كانت ثمة مؤشرات لا تؤكد ذلك – فإن ذلك من شأنه أن يقوض كل الجهود التي بذلت في سبيل بناء علاقة قوية بين المملكة المغربية والجمهورية التركية”.

وأوضح الخبير المغربي، في تصريح لجريدة “بناصا” أن “مواقف الدولة التركية في العقدين الأخيرين، أو حتى قبل ذلك مع بعض الحكومات اليسارية، كانت هذه المواقف غالبا ما تحرص على تجنب كل ما يسبب أي تأثير سلبي على علاقات البلدين، كما كانت تسعى قيادة البلدين إلى تجنب كل ما من شأنه الخدش في علاقات البلدين القوية والمتينة”.

ويرى بوانو أنه “حينما ننظر لمواقف حزب الشعب الجمهوري في شخص المرشح للرئاسة كمال كاليشدار اوغلو، خاصة في الحملة الانتخابية، وحتى قبل ذلك، نرى أن تلك المواقف قد تصطدم مع مواقف الدولة المغربية،من ذلك إعلانه منح الكيان الكردي حق تاسيس دولة كردية ذات سيادة”.

وأكد المصدر ذاته، أن “هذا الموقف له تبعات جد خطيرة على وحدة الدولة التركية، وهذاسيشجع في حالة قيام ذلك، أن يكون نموذجا يدفع الاطراف الداعمة لجبهة البوليزاريو أن تضغط على القوى الدولية بنهج نفس الأسلوب في التعاطي مع قضية وحدتنا الترابية”.

مرشح المعارضة يسعى لتوطيد الشراكة مع أوروبا

ومن الناحية الاقتصادية، يضيف بوانو، فـ”إن مصالح التعاون بين البلدين التي تمت مراكمتها منذ سنين عديدة، سيتم هدمها بسبب التوجه نحو قطع أي علاقة للدولة التركية مع دول غير حليفة للغرب، نظير روسيا والصين، حيث إن
هذه الدول لها شراكات وتعاون مع المملكة المغربية”.

وشدد الخبير في الشأن التركي، على أنه “حينما سترى تلك الدول مصالحها الاقتصادية تتهاوى بسبب التوجه الجديد لمرشح الرئاسة كمال كاليشدار اوغلو، فإنها ستنظر بحذر ويقظة شديدين لأي شراكة مع أطراف خارج العالم الغربي ومنها الشراكة مع المغرب”.

وأشار، إلى أن “الوجهة العامة التي تحكم الشراكات التجارية والاقتصادية والاستراتيجية للدولة التركية من وجهة نظر مرشح الرئاسة كمال كاليشدار اوغلو، هي تطوير وتوطيد الشراكة أولا مع أوروبا، أو العالم الغربي عموما والتخفيف من ثقل توجه الدولة التركية نحو توطيد علاقاتها مع دول الشرق، أو مع دول العالم العربي والاسلامي”.

وأوضح، “أنه سيحصل أن يتم الدفع بالشركات التركية نحو البحث عن أسواق جديدة في دول أوروبا الغربية أو أوربا الشرقية مما يؤدي معه انسحاب بعض الشركات من بعض البلدان ومنها المغرب، وبالتالي سينتج عن ذلك التخفيف أو حتى التخلص من التحفيزات التجارية والاقتصادية للشركات التركية الراغبة في فتح أسواق لها بالعالم العربي والاسلامي”.

وأضاف بوانو “أنه مع هذا التوجه ستغير كثير من الشركات وجهتها من المغرب أو غيره نحو وجهات أخرى، وهذا سيكون له انعكاس على حجم التبادل التجاري وحجم الاستثمارات التركبة بالمغرب وغير ذلك”.

الحياة السياسية في تركيا يطبعها التحول السريع

من جانب آخر، يرى الخبير في الشأن التركي، أن “أهم سمة تطبع الحياة السياسية في تركيا هي التحول السريع، وأن الناخب التركي يمتلك قدرا معتبرا من الوعي السياسي الذي يمكنه أن لا يميل هكذا مع الرياح في كل الاتجاهات، حيث إن الناخب التركي يتمتع بالمبدئية في مواقفه مهما كانت القضايا التي تعبر عنها هذه المواقف”.

وأردف في السياق ذاته، أن “الفاعل السياسي داخل الحياة التركية له إدراك كبير بأن تحركاته ينبغي دراستها بالعناية الكافية، ولهذه الاسباب وغيرها فإنه يصعب التكهن المسبق بفوز هذا الطرف أو ذاك، بمعنى مهما رجحت أو حاولت أطراف معينة أن تدفع في اتجاه ترجيح كفة أحد الأطراف، فإن الكلمة الأخيرة تكون يوم الاقتراع”.

وخلص بوانو إلى أن “القرار النهائي يخرج من صندوق الاقتراع، وهذا يجعل الديمقراطية التركية تتمتع بخصائص قلما وجدت في ديمقراطيات أخرى وحتى الغربية منها”، مشيرا إلى “أن التكهن بفوز كمال كليشدار اوغلو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية قد يكون مجانبا للصواب”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي