تكتسي العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة أهمية بالغة في سياق التطورات الإقليمية، لاسيما بعد عودة ترامب للمشهد السياسي، ويشير الخبراء إلى أن أي توترات بين إسبانيا والمغرب قد تتأثر بشكل مباشر بعلاقة الرباط بواشنطن.
ووفقا لمركز الدراسات العليا للدفاع الوطني (CESEDEN) الإسباني، فإن الولايات المتحدة تميل إلى اعتبار المغرب شريكًا إقليميًا رئيسيًا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مما قد يؤثر على موازين القوى الإقليمية.
وبحسب خوسيه أنطونيو جوربيجوي، مدير معهد فرانكلين-UAH، فإن التأثير المحتمل على إسبانيا للنتيجة النهائية للانتخابات الأمريكية، والانتصار المحتمل للديمقراطي يمكن أن يعزز هذه “الصداقة”، رغم أن حتى شخصية مثيرة للجدل مثل ترامب لن تؤثر على أسس العلاقة بين البلدين.
ودائمًا وفقًا لجوربيجوي، كانت شخصية الرئيس الإسباني في الولايات المتحدة دائمًا “ثانوية”، باستثناء خوسيه ماريا أثنار ودعمه لحرب العراق، وتتمتع إسبانيا بخصائصها الخاصة في التحالف عبر الأطلسي، خاصة بسبب القواعد العسكرية الأمريكية في مورون وروتا.
واستنادا إلى المصدر ذاته، فإن “الاتفاق راسخ للغاية”، ولم يعط المرشح الجمهوري أي إشارة إلى سحب قواته، ومع ذلك، قد يكون الدفاع نقطة خلاف بين مدريد وواشنطن.
وأشار جوربيجويـ إلى أنه يمكن أن يكون المغرب أيضًا نقطة اهتمام، وأن أي نزاع بيننا وبين المغرب سيتأثر بعلاقته مع واشنطن”. وفي بداية العام، أشارت منظمة CESEDEN، إلى أن الولايات المتحدة أعطت الأولوية للمغرب باعتباره “شريكا إقليميا” في البحر الأبيض المتوسط، مما أدى إلى إزاحة إسبانيا عن المنطقة.
التأثير على الحرب الأوكرانية
وقد وعد ترامب بأنه، إذا أعيد انتخابه، فسوف ينهي الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة، مما يقلل أيضًا من الدعم العسكري والمالي الأمريكي للصراع. ويثير هذا السيناريو قلق العديد من المحللين الذين يعتبرون أنه قد يضعف التحالفات في أوروبا.
وتحذر كارمي كولومينا، الخبيرة في السياسة الأوروبية في معهد الدراسات الأوروبية، من أنه و”بعد عامين ونصف العام على الغزو الروسي لأوكرانيا، يشعر جزء كبير من الرأي العام الأوروبي بالإرهاق من الحرب، خاصة في البلدان التي تعاني من حكومات غير مستقرة مثل فرنسا وألمانيا”.
وستكون الانتخابات المقررة هذا الأسبوع أساسية لمستقبل أوكرانيا، وقد أعربت حكومة زيلينسكي عن قلقها بشأن فوز الجمهوريين، وبالإضافة إلى التلميح إلى أنه سيخفض المساعدات، أشار ترامب إلى أن كييف يمكن أن تتخلى عن الأراضي لتحقيق السلام.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن هذا الاحتمال من شأنه أن يولد توترات داخلية، مما يؤثر على حلف شمال الأطلسي، بل وربما حتى على استمراريته. وفي ولايته السابقة، حذر ترامب من مغادرة التحالف إذا لم تزيد الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي، وهي قضية حساسة بشكل خاص بالنسبة لإسبانيا، التي تخصص حاليا 1.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، مما يقترب من هدف 2% الذي حدده الناتو.
تعليقات الزوار ( 0 )