شارك المقال
  • تم النسخ

“الاعتبارات الجيواستراتيجية والأمنية”.. محللون سياسون أوروبيون يسلطون الضوء على أسباب اتخاذ ماكرون لقرار دعم لمغربية الصحراء

سلطت جريدة “إلباييس” الإسبانية، الضوء، على الأسباب التي دفعت الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى تغيير موقف بلاده من قضية الصحراء، عبر الانتقال من التأييد الباهت لمبادرة الحكم الذاتي، إلى الدعم الصريح لسيادة المملكة المغربية على أقاليهما الجنوبية.

وقالت حديجة محسن فينان، أستاذة العلاقات الدولية في “جامعة برايس 1 بانتيون السوربون”، في تصريح لجريدة “إلباييس” الإسبانية، إن ماكرون، راهن على تسحسين علاقات بلاده مع الجزائر، منذ بداية ولايته الرئاسية، لكن الأمور لم تسر على ما يرام، الأمر الذي ترك “طعما مريرا في فمه”.

وأضافت محسن، أن “فرنسا تحتاج على الأقل، إلى إقامة علاقة جيدة مع أحد البلدين”، وهو ما جعل ماكرون، يراهن “بشدة على تحسين العلاقات مع الجزائر في حملته الرئاسية لسنة 2017، ثم بزيارة تاريخية للجزائر سنة 2022″، متابعةً: “لكن تنفيذ الاتفاقيات لم يكن سهلاً، وقد سئم ماكرون من مطالب الجزائر المستمرة”.

ومن جانبها قالت إيرين فرنانديز مولينا، أستاذة في جامعة إسكتر البريطانية، إن “الاعتبارات الجيواستراتيجية والأمنية أثرت بشكل خاص على حسابات ماكرون في وقت الضعف الفرنسي في شمال إفريقيا”، موضحةً أن “الانقلابات في مالي وبوركينافاسو والنيجر، أدت إلى طرد فرنسا من منطقة الساحل على المستوى العسكري”.

واعتبرت أن مولينا، وهي باحثة متخصصة في الشؤون المغاربية، في تصريح أوردته “إلباييس”، أن هذه المتغيرات، أثرت على “مصالح فرنسا الاقتصادية أيضا”، وهو الأمر، الذي تعتقد الأستاذة نفسها، أنه دفع ماكرون، إلى “محاولة ربط علاقاته مع الشركاء التقليديين والأكثر موثوقية، مثل المغرب”.

وإلى جانب هذا الأمر، ذكرت الجريدة الإسبانية، أن البعد الداخلي الأمني، كان له ثقل واضح في دعم فرسنا لمغربية الصحراء، لأنه بالنسبة لباريس، “من المهم للغاية أن تنجح الألعاب الأولمبية (أقيمت بين 24 يوليوز و11 غشت)، وأن لا تقع خلالها أي حوادث أمنية، ولهذا كانت بحاجة إلى الحصول على التعاون الكامل من المخابرات المغربية”.

الاعتبارات الاقتصادية كان لها هي الأخرى، حسب تصريح لخديجة محسن لـ”إلباييس”، دور مهم في قرار ماكرون، لأن “هناك شركات فرنسية مهمة موجودة بالفعل في الصحراء، ولهذا كان من المهم أن يكون موقف الدولة متناغماً مع عمل الشركات”،منبهةً إلى أن المغرب، كان دائماً بالنسبة لفرنسا، “شريكها التجاري الأول في المنطقة”.

وبخصوص التهديدات الجزائرية بالرد على فرنسا، عبر استعمال عدد من أوراق الضغط، توقعت المحلل السياسية نفسها، في تصريحاتها للجريدة الإسبانية، أن “تمر نوبة الغضب، مع مرور الوقت، تماماً كما حدث مع إسبانيا”، في إشارة إلى فشل “قصر المرادية”، في الضغط على حكومة مدريد، مؤكدةً أن “المصالح بين الجزائر وفرنسا مهمة للغاية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي