جدد مدير مرصد سبتة ومليلية، كارلوس إيشيفيريا، ممارسة هوايته المفضلة في “التحذير” مما يسميه بـ”الاستراتيجيات الهجينة”، التي يتبناها المغرب، من أجل استعادة المدينتين المحتلتين من إسبانيا.
ولم يتوقف إيشيفيريا، الذي تُقدمه الصحف الإسبانية على أنه “خبير”، منذ سنوات، عن تكرار نفس التصريحات، المتعلقة بوجود “استراتيجيات هجينة”، يتنباها المغرب من أجل استرجاع مدينتي سبتة ومليلية.
وعلى نفس المناول، جدد مدير مرصد سبتة ومليلية النسج، حيث قال في مقابلة مع صحيفة “إل ديباتي”، إن المغرب يتبنى استراتيجيات هجينة من أجل إضعاف موقف إسبانيا، كما حدث، حسبه، “مع واقعة جزيرة ليلى في سنة 2002، وأزمة الهجرة في سبتة سنة 2021”.
وأضاف إيشيفيريا في المقابلة ذاتها، أن “هناك أيضا مسألة الهجرة غير النظامية كوسيلة ضغط، خاصة مع القوارب التي تغادر الصحراء نحو جزر الكناري، والتي يهدف المغرب من خلالها، لإجبار إسبانيا والاتحاد الأوروبي، على الاعتراف بسيادته على الصحراء”.
وحذّر مدير مرصد سبتة ومليلية، مجددا مما أسماه بـ”الشبكات المتنامية التي نسجها المغرب في مجال الأمن والسياسة الخارجية والدفاع، فضلا عن طموحاته تجاه الدول المجاورة لها، مثل إسبانيا والجزائر، وتأثيره على بقية الدول الإفريقية، وبلدان العالم العربي”.
وبحسبه، فقد استغل المغرب “علاقاته المميزة” مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتقاربه مع إسرائيل، والحرب الأوكرانية، لتعزيز مكانته، متابعاً أنه يحاول “خلق صورة” بشأن سبتة ومليلية وباقي الجزر المحتلة، بأنها “أراضي لا تسبب سوى المشاكل وتولد الاضطرابات والقلق”.
ولهذه الأسباب، يرى مدير مرصد سبتة ومليلية، أن على إسبانيا، أن “تركز على الحفاظ على قدرتها الرادعة”، وعدم الاعتماد على حلفائها الخارجيين، خاصة وأنه لا يعتقد أن المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، الذي اعتمد في 2022، يتضمن حماية المدينتين في حالة العدوان.
ودعا إيشيفيريا، إلى “تعزيز الوجود العسكري في مليلية وسبتة، لأن ظهور القوات المسلحة يشكل عنصرا أساسيا في سياسة الردع، مرحباً في هذا الصدد، بـ”الحضور البحري المتزايد لإسبانيا في بحر البوران في السنوات الأخيرة”، غير أنه يرى أن الدفاع عن المدينتين، لا يتم عبر الجيش فقط.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الإسباني، أن “الدفاع”، يتطلب استراتيجية واضحة ودفاعاً واضحاً من قبل جميع الإسبان، عن السيادة على المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاني، وهو الأمر الذي يرى أنه “مفقود”، مؤكداً أنه “في كثير من الأحيان لا تحظى سبتة ومليلية، بالاهتمام الذي تستحقانه في مختلف المجالات”.
ونبه في هذا الصدد، إلى أنه “لا توجد رسالة واضحة بما فيه الكفاية في هذا السياق من قبل الحكومة المركزية”، داعياً إلى زيادة وضوح دور المدن في الاتحاد الأوروبي، باعتبارهما حدوداً خارجية له، مطالباً بـ”المزيد من الالتزام من جانب الدولة، والمزيد من التواصل في أوروبا، والمزيد من التثقيف بين المواطنين”.
واسترسل أن هذا يجب أن يحدث، لأن “المغرب يتبى رؤية خارجية طموحة بشكل خاص”، حسبه، مطالباً بضرورة إحياء ذكرى حصار مليلية (1774-1775)، لأن الأمر يعني “تعزيز هوية المدينتين وسياجتهما”، خصوصا وأن الرباط تسعى، وفق تعبيره لـ”إعادة كتابة التاريخ”،
وانتقد مدير مرصد سبتة ومليلية، في هذا السياق، الحكومة المركزية، بسبب عدم إحياء الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة (8 شتنبر 1925)، من أجل تجنب التوترات مع المغرب، لأن هذا حسبه، “ليس غطرسة أو كشف ما لا ينبغي كشفه، بل هو تاريخ، والتاريخ يجب أن يروى”.
تعليقات الزوار ( 0 )