Share
  • Link copied

الاتحاد القاسمي ..فريق عريق بنى الأجداد أمجاده وأقبر الأحفاد أحلامه

كان يا ما كان في سالف العصور والأزمان، فريق كروي يلقبه أهل السلف الرياضي الصالح ب”حفار القبور”، ذاع صيته، وسطع نجمه، وكبر شأنه ،قارع الكبار، وسقط اليوم ضحية تسيير الصغار، تناوب على تسيير شؤونه رجال كبار وشخصيات ذات عيار، نبض حبها للاتحاد القاسمي مع الروح نبضا. أوصلت الفريق الى نهائي كأس العرش في مناسبتين ، وحلقت به  في سماء كأس المغرب العربي.

ويتفق جل المتتبعين للشأن الرياضي المحلي، أن التسيب الذي يكتوي بناره الفريق  لم يسبق أن عاشه الاتحاد القاسمي منذ تأسيسه سنة 1927، وقد حصل بفعل تراكم العديد من المشاكل سواء في التسيير والتدبير أوفي جلب اللاعبين أو في التلاعب بمصير الفريق وتلطيخ سمعته أمام الرأي العام الرياضي ،أو من خلال فشل المكتب المسير في تسطير مشروع فريق، ،حيث يعاني الفريق من شيء اسمه الارتجالية في التسيير، وهو المعطى الذي يجعل الفريق الأم يسير بدون فئات عمرية، و بدون برنامج لا على المدى المتوسط أو المدى البعيد، ولاوجود لأهداف مسطرة تحدد الأفق الذي يصبو الفريق للوصول إليه.

إن أعضاء المكتب المسير للاتحاد القاسمي لا يتوفرون على ملف كامل بتاريخ الفريق والرتب التي احتلها الفريق والبطولات الداخلية أو الخارجية التي شارك فيها ونتائجه في كأس العرش، بل يمكن القول أنه لا يوجد حتى أرشيف موثق للاتحاد القاسمي ،يؤكد أن الفريق يملك رصيدا مهما من التاريخ ومن العراقة ومن القاعدة الجماهيرية التي تؤهله لأن يكون مسوقا جيدا لأي منتوج تجاري، وهذا الأمر غائب أو مغيب في ذهنية فريق الاتحاد القاسمي الذي يعاني مكتبه المسير من كسل أعضائه والقائمين على شؤونه، والذي كان بمقدورهم الدفع في إعادة بناء مدرجات ملعب العقيد العلام، وتهيئة البنية التحتية للعشب ،لكن لا شيء من هذا حدث أو يحدث أو يمكنه أن يحدث على ما يبدو.

سقط الفريق ولم يسقط ملعب العقيد العلام ،بل بقي شاهدا على العصر الذهبي الذي عاشه الفريق والجمهور معا، ولعل الصورة السلبية التي أصبحت تنسج على سمعة الفريق وتاريخه هي لا محالة تنعكس سلبا على المشهد السياسي الذي لايتمثل قيمة التكلفة السياسية التي يمكن أن يجنيها من تدني الاقبال الجماهيري على مباريات فريق الاتحاد القاسمي، وتلاشي الارتباط الوجداني بفريق المدينة الأم.

ومن بين الأشياء التي خلقت الكثير من القيل والقال، هناك مسألة الانخراط التي يجب تقنينها وفق معايير قانونية وأخلاقية ، تسمح لكل غيور ومحب مستعد للانخراط في فريق الاتحاد القاسمي أمرا ممكنا، لأن قاعدة المنخرطين هي توسيع لدمقرطة الفريق بتنوع الأصوات التي تصوت على تشكيل المكتب المسير،  دون الاقتصار على منخرطين معينين، وتوظيفهم لأغراض أصبحت تضر بسمعة فريق المدينة الأم.

ولعل من بين نقط ضعف فريق الاتحاد القاسمي، هناك مسألة التواصل التي تجعل الاشاعة تغذي الرأي العام ويصبح الفريق رهين كلام المقاهي، وهذا الأمر يتطلب تحرير بلاغ أو عقد ندوة صحفية شهرية للتواصل مع الاعلام والجمعيات والمحبين، وذلك من أجل تدارس النتائج والمعيقات واشراك جميع الفعاليات في مصير فريقهم الذي أصبح مجهولا في ظل الوضعية الحالية.

أخطأ مسيرو الفريق أو على الأقل لم يكونوا على صواب حينما استعانوا بخدمات لاعبين تنقصهم التجربة، في مقابل تسريح لاعبين من أبناء الفريق أبلوا البلاء الحسن في فرق تمارس في القسم الوطني، بل منهم من حقق الصعود مع فريقه ، قال له :الاتحاد القاسمي طاح ,,,قالوا من الخيمة خرج مايل، وها نحن اليوم نعيش أسوأ نهاية لأسوء بداية ،أخطاء إدارية بالجملة كلفت الفريق غرامات ،وعمقت من جروحات الفريق والجمهور معا ،فهل من منقذ لتاريخ الفريق وسمعته الكروية؟

Share
  • Link copied
المقال التالي