يشهد المغرب إقبالًا متزايدًا من المتقاعدين الفرنسيين الباحثين عن حياة هادئة ومريحة تحت شمس الجنوب، فبعد أن كانت وجهة سياحية مفضلة، أصبح المغرب الآن ملاذًا للعديد من المتقاعدين الفرنسيين الذين يجدون فيه كل ما يبحثون عنه من هدوء وسكن وطبيعة خلابة وتكلفة معيشية مناسبة.
وفي تقرير بثته قناة “TF1” الفرنسية، سلطت الكاميرات الضوء على حياة المتقاعدين الفرنسيين الذين اختاروا المغرب، وخاصة مدينة أكادير، كمكان مثالي للاستمتاع بسنوات التقاعد بعيدًا عن صخب الحياة في فرنسا.
ومع شمسها الساطعة، وشواطئها البكر، وطبيعتها الخلابة، وكرم شعبها، أصبح المملكة المغربية وجهة مفضلة ليس فقط للسياح، بل أيضًا لأولئك الذين يبحثون عن حياة هادئة ومريحة بعد سنوات العمل الطويلة.
أكادير: جنة المتقاعدين الفرنسيين
ووفقًا للتقرير، يعيش في مدينة أكادير وحدها ما يقارب 4 آلاف متقاعد فرنسي، وهو رقم تضاعف ثلاث مرات خلال العقد الماضي. ومن بين هؤلاء، نجد ناتالي وإيف، الزوجين الفرنسيين القادمين من مرسيليا، واللذين قررا الاستقرار في المغرب بعد أن أصبحت الحياة في فرنسا مكلفة للغاية.
يقول إيف: “هناك لطف في العيش في أكادير لا نجده في مدن مغربية أخرى”، ويعيش الزوجان براتب تقاعدي شهري يبلغ 2800 يورو، ويستأجران منزلًا يتكون من غرفتي نوم، وصالة طعام، وحديقة مساحتها 100 متر مربع، مقابل 800 يورو فقط شهريًا. تضيف ناتالي: “بالنسبة للكهرباء، ندفع حوالي 50 يورو شهريًا، والماء 5 يورو فقط. الحياة هنا مريحة جدًا”.
المزايا الضريبية: عامل جذب إضافي
وإلى جانب جودة الحياة المنخفضة التكلفة، يتمتع المتقاعدون الفرنسيون في المغرب بإعفاءات ضريبية جذابة. وبموجب اتفاقية بين المغرب وفرنسا، يمكن للمتقاعدين فتح حساب بنكي في المغرب والاستفادة من إعفاء كامل من الضرائب على مداخيلهم التقاعدية.
تقول ناتالي: “أخبرتنا سيدة أنها تعيش براتب 1000 يورو شهريًا، وتستطيع تأجير منزل، وتناول الطعام، وحتى السفر بالطائرة مرة في الشهر لزيارة أطفالها. فقلنا لأنفسنا: لم لا؟”.
حياة اجتماعية نشطة
ولا تقتصر حياة المتقاعدين الفرنسيين في أكادير على الهدوء والاسترخاء فقط، بل يتمتعون أيضًا بحياة اجتماعية نشطة.
ويجتمع الكثيرون في جمعيات تقدم أنشطة متنوعة، من الرحلات إلى حفلات العشاء في المطاعم المحلية. وهذه الجمعيات تساعدهم على تكوين صداقات جديدة والتكيف مع الحياة في بلد جديد.
ورغم كل هذه المزايا، فإن المغرب ليس بمنأى عن التحديات المناخية التي قد تؤثر على جاذبيته كوجهة للمتقاعدين.
فخلال السنوات الست الماضية، شهد المغرب موجة جفاف تاريخية، مع تسجيل درجات حرارة قياسية وصلت إلى 50 درجة مئوية في بعض المناطق.
كما أن الزراعة المكثفة تهدد مخزون المياه الجوفية، مما قد يؤثر على توفر المياه في المستقبل.
وهذه التحديات قد تشكل تهديدًا لصورة المغرب كوجهة مثالية للمتقاعدين، خاصة إذا استمرت آثار التغير المناخي في التفاقم.
تعليقات الزوار ( 0 )