Share
  • Link copied

الإرادة والوجود: العلاج الروحي والسياسي لتدبير الانتقال نحو الحكم الراشد

صدر مؤخرا كتاب مشترك للأكاديميين الفيلسوف التونسي أبو يعرب المرزوقي واللساني المغربي إدريس مقبول بعنوان ” الإرادة والوجود”، وهو كتاب جمع مقالات تنظيرية عن الربيع العربي وأسس لما يسميه الباحثان فقه الانتقال نحو الحكم الراشد.

 وجاءت نصوص هذا الكتاب الذي يشكل صورة من صور حوار بين جيلين وبين أفقين، دفع إليه هاجس التغيير الفردي والجماعي المُعَلَّق، وأسئلة الرمزي والعملي الذي تخرج به كينونتنا إلى مسرح العالم من جديد ذات تأثير وفاعلية…كيف تؤثر “الإرادة” في صناعة “وجود” مادي ومعنوي يتجاوز أعطاب الماضي وأثقال الحاضر..كيف نَنْفُذُ نحو الضوء بصلاح مَظْهَرَيْ وجودنا المادي والفكري، أو “الحال” و”البال” بلغة القرآن، “والذين آمنوا وعملوا الصالحات، وآمنوا بما نُزِّل على محمد، وهو الحق من ربهم، كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم”.

تسير نصوص هذا الكتاب لتؤكد من خلال مسارات في الفهم مختلفة أن جدل “الإرادة” و”الوجود” يعني أن تناضل الجماعة من أجل حقها في معرفة “السماء”، وهو البعد الروحي نضالها من أجل حقها في “الأرض” وهو جوهر البعد السياسي والاقتصادي، تناضل من أجل كسر أغلالها وانتزاع حقوقها في الحياة الكريمة بنفس الهمة الكفاحية، لأن الكرامة كما تتجسد في التدين تتجسد في الثورة، و”المجتمع العاجز عن التدين، هو أيضا عاجز عن الثورة” كما قال علي عزت بجوفيتش ذات مرة.

وقد تم اختيار “الإرادة” و”الوجود” عنوانا للكتاب باعتبارهما مفهومين إبداعيان في فلسفة المرزوقي الأكسيولوجية، وهما في تقدير الباحثين الترجمة الفلسفية لقيمتي “العدل” و”الإحسان” اللتان نوه بهما القرآن في الآية 90 من سورة النحل، جوابا علاجيا لآفتي “القهر” و”الترف” اللتان تعرضان لوجود الأمة الحضاري كما جاء في تشخيص ابن خلدون صاحب المقدمة، وهما من جهة أخرى قطبا الخروج النظري والعملي من أزمتي الأمة التاريخيتين؛ المتجسدة في الوصاية السياسية التي خلفت “التوريث” و”التأبيد”، والوساطة الروحية التي خلفت “الجمود” و”التقليد”.

Share
  • Link copied
المقال التالي