التحولات الإجتماعية الأخيرة التي أفرزتها المنظومة الرقمية ، انعكست على سلوكات كل فرد داخل مجتمعه، إذ أصبح يميل إلى كل ماهو رقمي وافتراضي، كما أن التنشئة الإجتماعية التي تتحكم فيها الأسرة، باعتبارها نواة المجتمع يتشبع بها الشباب ويتصرفون وفقها، إضافة إلى غياب التربية الجنسية، الشيء الذي يجعل الشباب إناثا كانو أو ذكورا يخضعون دوما لسلوكات إجتماعية معينة، يفرضها عليهما المجتمع والتقاليد والعادات والقيم والدين، فيسعى كل واحد منهما من جهة لإرضاء المجتمع ومن جهة أخرى يحاول إرضاء رغبات لا يتمكن من بلوغها، فإذا كان لديه خزان من المكبوتات التي تتحكم فيها مجموعة من العوامل المتشابكة، يجد نفسه بحاجة إلى بديل يستطيع من خلاله تفريغ تلك المكبوتات، بحيت يكون سهلا وخفيا عن عيون الآخرين، ويكون الحل هو اللجوء إلى مشاهدة الأفلام الإباحية بكثافة و الإدمان عليها، خاصة أن التطور الرقمي ساعد على سهولة الوصول إليها.
كما أن في حالة إدمان الشباب على هذه الافلام الإباحية، ينبغي على الآباء والأمهات التدخل بطريقة عقلانية دون ضغوطات؛ لأن كثرة الضغط تولد الإنفجار، خاصة أن المدمن يشعر بالذنب ويتقوقع داخل عالمه الافتراضي، ويصبح في عزلة عن مجتمعه ، وتتقلص علاقاته الإجتماعية. كل ذلك له انعكاسات سلبية على المجتمع أولا ثم على حالته النفسية ثانيا؛ حيت من الناحية النفسية العلمية، يرى الدكتور بوشعيب كرومي اختصاصي في علم النفس، “أن مشاهدة الافلام الإباحية تؤدي إلى سلوكات مرضية، يستدعي وقفة ووقفة جادة من طرف الشخص نفسه، والمحيطين به إذا جرى التفطن إلى الأمر، واضطرابات نفسية عنيفة”.
لأن هذه الأفلام لا قيود عليها . ولا يمكن التعرف على من يتعاطاها، كما أن أثرها لا يمكن أن يمحى من دماغ الشباب الذين يشاهدون هذه النوعية من الأفلام، كما وضح الاختصاصي نفسه ، أن المشاهد الإباحية تظل عالقة بمخيلة من يشاهدها، ويحاول البحث عن سبل تطبيق تلك الممارسات التي ترسخت في ذاكرته بشكل من الأشكال على أرض الواقع، وبالتالي، إما يلجأ إلى ممارسة العادة السرية أو إقامة علاقات جنسية عشوائية، فيكون لذلك أثر عميق وسلبي يهدد صحته النفسية وحتى الجسدية.
هذا من جانب الاختصاص النفسي، أما من جانب الاستطلاع الذي قمت به في إحدى المجموعات الفايسبوكية، وجدت أن نسبة المشاهدة ترتفع نسبيا عند الذكور أكثر من الإناث ، ربما ذلك يعود لطبيعة الذكر لأنه أكثر جرأة على تحفظ الإناث، فإجابات الشباب الذكور تراوحت بين ؛ أن مشاهدة الافلام الإباحية أفضل لهم من ربط علاقات وهمية تحت مسمى الحب من أجل تفريغ كبتهم، فأحد التعاليق جاءت كالتالي:” ولفت نتفرج منقدرش نحبس، تبليت بها وعارف أنها بلية خايبة..” .
أما تعاليق الاناث فجلها تراوحت بين ؛ لم أشاهدها من قبل وبين ” هادشي حرام في الدين” ، وبين ” ماشي كاع لي ولف يتفرج راه غيرجع مدمن “.
تعليقات الزوار ( 0 )