قال البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية في الرباط، إن مابين 25 إلى 30 في المائة من المغاربة طوروا مناعة طبيعية بإصابتهم بالفيروس، لافتا إلى أن غالبية الأشخاص في وضعية هشة لقحوا، وأن كل المغاربة أقل من 60 سنة بصحة جيدة لا يطورون الأعراض الحرجة.
وتساءل الإبراهيمي، في تدوينة له على فيسبوك (الأحد) أنه مع وصولنا لمرحلة “الكوفيد لايت”متى نخرج من الأزمة؟ قبل أن يستطرد بأن “الفرج قريب إن شاء الله”، وأنه بعد سنة على الوباء، يتبين بالملموس من نبض الشارع وتبقى الحقيقة التي يجب أن نعترف بها أننا “عيينا أوبزاف”.
وأضاف، أنه بعد سنة من الجهاد، مللنا كل هاته الإجراءات الاحترازية والقيود، وبقرار جماعي مسكوت عنه ومفضوح على أرض الواقع، قررنا التخلي الكامل عن الاجراءات الإحترازية، فقد أصبحت الكمامة إذا حملت أكسسوارا تجميليا لجمع الشعر أو حماية الذقن، أو إخفاء بعض التشوهات الخلقية.
وأردف في التدوينة ذاتها، من منا مازال يحمل الكمامة أو يرتديها كما يجب؟ بل أكثر من ذلك، فقد بدأ يحس حامليها بعزلة و غربة مؤلمة، ويعتذرون دائما عن حملها، وقد كنا قبل سنة نتظاهر من أجل الحق في الكمامة، و نتهافت على حملها.
أما التباعد الجسدي، يضيف الإبراهيمي، فهو في خبر كان وكلنا صرنا “بالأحضان يا وطني” وبدل بوسة صرنا ننتقم لما فاتنا ببوسات وعناق سرمدي لا ينتهي، وأصبحنا لا نترك لبعضنا البعض أي مساحة للتنفس.
واسترسل بالقول: أن التقارب الاجتماعي لم يعد يجدي والجسدي أصبح لازما ولازمة، فنحن لم نعد نهاب الكوفيد، وعدنا لقولة “الموت مع الحباب نزاهة” وقد كنا منذ نحو سنة نكتشف تواصل الواتساب ونحمد الله عليه.
أما التجمعات فحدث ولا حرج، فكل الحفلات والمناسبات عادت تزين وتحف مدننا وقرانا، فلقد قررنا جماعيا أن عهد الكوفيد انتهى وعدنا إلى سؤالنا المرجعي “واش الكوفيد باقي؟” ويزايد البعض “واش كان الكوفيد كاع؟” أو “واش غدي يوقع كاع؟”.
واستغرب الإبراهيمي حول السر وراء هذا الإحساس بالأمان الذي نعيشه في مواجهة الكوفيد؟ الجواب البسيط هو أننا ضحايا النجاح الجزئي والمرحلي الذي حققناه والذي مكن بحمد الله من حماية الأشخاص في وضعية هشاشة صحية.
وزاد، أنه لاعتقادنا بأن أغلبيتنا أصيبوا بالفيروس وطوروا مناعة طبيعية، ممهدين الطريق إلى قبولنا لمبدأ مناعة القطيع، فأصبحنا لا نهاب انتشار الفيروس مادام أنه لا يقتل، وأعطينا لأنفسنا “استراحة محارب” للاستمتاع ولو لمدة قصيرة بالعودة لحياة عادية نرنو لها ونحلم بها منذ شهور.
وأوضح البروفيسور، أن الحقيقة العلمية أن المغرب يعيش مرحلة ما أسميه بـ”الكوفيد لايت” فنحن ليس لدينا الأدلة العلمية الكافية بأننا خرجنا من الأزمة الصحية وبالمقابل أصبح الكوفيد، في الوقت الراهن، لا يشكل المرض القاتل والمميت كما عهدناه في السابق.
كل هذا في انتظار ما ستسفر عنه حربنا مع السلالات، وهذه الضبابية العلمية تجعل المواطن يسأل ماذا نفعل الآن؟ وأهم من ذلك إلى متى سنستمر في هذه الوضعية؟ لهذا فقد أصبح وجود خارطة طريق مبدئية ولو جزئية للخروج من الأزمة أمرا مهما لإذكاء روح مواجهة الكوفيد وشحذ همم المواطنين.
وشدد مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية، على أن الجمهور العريض سئم من المجهول وعدم وضوح الرؤيا و يقول بصريح العبارة نريد جدولة زمنية للخروج من الأزمة، وبكل جرأة علمية، فإنه من الممكن أن نجعل من بداية شهر الصيف، هدفا منطقيا لتخفيف جل القيود والحفاظ على حالة وبائية متحكم بها.
ودعا المصدر ذاته، إلى تجديد العزم لمواجهة الكوفيد لثلاثة شهور المقبلة بالتزامنا بالإجراءات لاحترازية، و التعاضد والتضامن الاجتماعي حتى لا نضيع الصيف و”لبنه”، ونربح تنافسية اقتصادية كبيرة لمغرب أفضل والذي من حقنا أن نحلم به.
تعليقات الزوار ( 0 )