أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أنه وثّق عشرات جرائم القتل العمد والإعدامات الميدانية الجديدة التي نفذتها قوات الاحتلال ضد عدد كبير من المدنيين في شمال قطاع غزة.
وأكد المرصد أن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ اقتحامه وهجومه العسكري الثالث ضد شمال قطاع غزة وسكانه، مرتكبا فظائع مشينة تشمل قتل المدنيين وترويعهم وطردهم من منازلهم بالقوة وتهجيرهم خارج محافظة شمال غزة قسرا، في إطار واحدة من أكبر عمليات التهجير القسري في العصر الحديث، لافتا إلى أن الجيش نفذ العديد من الجرائم والتي شملت قصف المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلهم، وقتل النازحين في مراكز الإيواء.
ووثق الفريق الميداني للأورومتوسطي، قتل الجيش الإسرائيلي المواطن خالد الشافعي (58 عاما) ونجله البكر إبراهيم (21 عاما) بعد إطلاق النار تجاههما داخل منزلهما أمام أفراد أسرتهما في بيت لاهيا يوم الأربعاء الموافق 13 نوفمبر 2024.
ونقل عن المسنة تمام المقادمة (61 عاما) روايتها لما حدث، حيث كانت هي وعائلتها وعائلة شقيقة أخرى لها، تجمّعن بعد ترك منازلهن قسرا في منزل شقيقتهن الثالثة، قبل أن يقتحم جيش الاحتلال المنطقة ويفجر باب البناية التي تواجدت فيها الأسر.
وقالت إنها سمعت صوت إطلاق نار في الطابق السفلي، قبل أن يقتحم الجيش المكان الذي تتواجد فيه وأسرتها، ويجبرهم على المغادرة باتجاه مكان معين، وقالت: “حينما نزلنا للطابق الأرضي وجدت زوج أختي خالد مقتولا بطلقين ناريين في بطنه والدماء تنزف منه، وابنه البكر إبراهيم، بطلق ناري بالرأس، وقفت مصدومة للحظات ليهددني الجندي بالتحرك أو إطلاق النار، كان عددنا قرابة 26 شخصا، وجدت شقيقتي هيفاء منهارة على زوجها وابنها، حاولنا إخراجها وهي تقول أريد توديعهما والجنود بعدد 12 كانوا يرفضون ذلك”.
وأضافت: “خرجنا مسرعين من المنزل وطائرة كواد كابتر تحلق فوق رؤوسنا، وقرابة 15 جنديا موزعين من حولنا خارج المنزل، وشقيقتي تردد وتقول أعدموهم أمامي”، وتابعت: “في طريق خروجنا، قالت شقيقتي إنه بمجرد تفجير البوابة ودخول جنود الاحتلال إلى المنزل، أطلقوا النار مباشرة على زوجها وابنها حينما كانوا واقفين في جانب الغرفة، قتلوهما دون أن يحرك أحدهما ساكنا”.
فيما نقل المرصد عن زوجة الشهيد قولها: “أمرونا بالخروج بسرعة، حاولت سحب زوجي وابني. رفضوا اقتراب أي أحد منهما، وهددونا بالخروج تحت تهديد السلاح. حدث ذلك أمام الأطفال الصغار الذين أُعدم والدهم وشقيقهم أمامهم وعددهم 4 أولاد و4 بنات”، حيث لا تزال هذه السيدة وأطفالها يعانون من صدمة عصبية، وأنه حتى توثيق هذه الشهادة، ما تزال جثتا الرجل ونجله في مكان إعدامهما، حيث لم تتمكن العائلة أو طواقم الإنقاذ من الوصول لهما.
ونقل المرصد عن ع.ج (54 عاما)، حيث تحفّظ الأورومتوسطي على اسمه حفاظا على حياته كونه ما يزال متواجدا في منطقة خطرة، قوله عن تفاصيل حالة الحصار وسياسة التجويع والإعدامات الميدانية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا: “منذ 10 أيام، تعاني بلدة بيت لاهيا من حملة إسرائيلية واسعة، ودفع الناس من مناطق سكناهم نحو تجمعات معيّنة يحددها الجيش مع إخراج المواطنين من مناطق سكناهم. يدخل جيش الاحتلال على المواطنين الذين ما يزالون في منازلهم ويعتقل عددا منهم ويأمر الآخرين بالتحرك نحو المنطقة الشرقية للبلدة في محيط مدرسة أبو تمام”.
ويوضح هذا المواطن الغزي، أنه ينام عند مدخل مبنى مدرسة أبو تمام بسبب تكدّس المواطنين في المأوى، فيما تعرضت زوجته لإصابة خطيرة في وقت سابق، حيث تعاني من تدهور كبير في وضعها الصحي، وتضطر للنوم على الأرض رغم حاجتها الملحة لسرير بسبب إصابتها، بعد أن باتت مقعدة. ويقول إن أي مواطن يحاول الذهاب للبقاء والنوم في منزله يتم قصف المنزل عليه، وقد اشتكى من عدم توفر أي نوع من الطعام لدى المواطنين في مراكز الإيواء الثلاثة في البلدة، حيث يقدر عددهم بنحو 5 آلاف شخص، ويقول: “لتأمين الطعام، يعمل المواطنون على الخروج إلى المنازل وجلب ما تبقى من طعام فيها، وهناك العشرات الذين خرجوا لجلب الطعام ولم يعودوا بسبب إعدامهم في الشوارع”.
كما أبرز الأورومتوسطي شهادة فلسطيني من عائلة “حمودة”، تمكن من الوصول إلى منزله قرب الدوار الغربي وجلب كيس طحين، قال أثناء عودته: “ونحن في طريق العودة، شاهدت الكلاب تنهش جثثا ملقاة على جوانب الطريق لخمسة شبان أعرفهم من عائلتي “زايد ورجب”.
وأضاف: ” كان هناك كيس طحين ملقى بجانب أحد الضحايا، يبدو أنه كان نجح في الخروج بالكيس من منزله، ولكن أطلق جيش الاحتلال النار عليه أثناء عودته لمأوى النزوح”، مؤكدا أن وضع الطعام صعب جدا في المآوي الثلاثة، وأي طعام نعمل على تأمينه من المنازل المجاورة نوزّعه على الأطفال أولا وبكمية أقل على المسنين، في حين الشباب يأكلون رغيف خبز واحد يوميا في أحسن الأحوال”.
تعليقات الزوار ( 0 )