Share
  • Link copied

الأكاديمي المغربي محمد حصحاص يُصدِر أول عمل حول الفكر المغربي المعاصر باللغة الإنجليزية

صدر مؤخرا للجامعي المغربي المقيم بروما الدكتور محمد حصحاص، الأستاذ بجامعة روما الثانية “طور فيرغاطا”، كتابه الجماعي الأهم والاضخم باللغة الإنجليزية بعنوان “الفكر المغربي المعاصر: في الفلسفة، والدين، والمجتمع، والثقافة“، عن دار بْريل العريقة  للنشر، في 800 صفحة. شارك في الكتاب اثنان وثلاثون جامعياً من مختلف الأقطار من العالم العربي وأوروبا وأمريكا الشمالية بما مجموعه ثلاثون فصلا حول ثلاثة تخصصات كبرى: الفلسفة، الدين، والعلوم الاجتماعية والأدبية-الثقافية، ليكون بذلك أول إصدار بغير اللغة العربية بهذا الحجم والشمولية في الموضوعات حول الفكر المغربي المعاصر.

يركز الكتاب على بعض أبرز الفلاسفة والمفكرين الذي أغنوا ما يشير إليه الفصل الأول من الكتاب بـ”مدرسة الرباط الفكرية” وتياراتها المختلفة منذ بدايات القرن الماضي، مع التركيز على المشاريع الفكرية التي نشأت من داخل الجامعة الحديثة “جامعة الرباط”، أي “جامعة محمد الخامس،” وتأثرها أولا بالرصيد الفكري واللغوي الذي أغنتها بها جامعة القروين العتيقة بفاس من قبل، وباقي الكليات والمعاهد في بعض أهم المدن الثقافية المغربية، كسلا، ومراكش، وتطوان، وسوس عموما، وإنفتاحاتها على النهضة بالمشرق العربي، والفكر الحديث الأوروبي والامريكي، وعلى هموم العالم الثالث أيضا.

يقول حصحاص أن فكرة المشروع ترجع لسنوات الدراسة الجامعية الأولى، بعد الاهتمامات الاولية بالموضوع منذ سنوات الثانوية عبر منشورات الزمن المغربية التي كانت تنشر كتيبات لمفكرين مغاربة. وقد أخذ الاشراف على هذا العمل الجماعي ما لا يقل عن ست سنوات مرت عبر الاستكتابات ومرافقتها إما ترجمة أو توجيها او تصويبا وبعدها تحريرا وتحكيما ليخرج في حُلّتهِ الأخيرة مؤخرا كمرجع معهم للباحثين في المكتبات العلمية والجامعية عالميا.

عموما، يطرح الباحث حصحاص تساؤلا جوهريا يرى أن الكتاب عموما يحاول الإجابة عليه من مختلف التخصصات حسب فصول الكتاب، وهذا التساؤل هو التالي: كيفَ يُفكرُ المغاربة؟ ولأنه متابع للفكر المغربي المعاصر منذ حولي ربع قرن، يقدمُ حصحاص أولا جرداً تاريخيا لمسارات تكون الهوية المغربية، والفكر المغربي، وصولا إلى العصر الحديث والمعاصر، والنقاشات التاريخية والفلسفية، والدينية والأدبية التي قادهما مفكرو النهضة المغربية الحديثة والمعاصرة، إنطلاقا من أمثال شعب الدكالي، ومحمد بلعربي العلوي، وعبد الله كنون، وصولا الى المختار السوسي، ومحمد بن الحسن الوزاني وعلال الفاسي، من بين آخرين من الإصلاحيين الأوائل، قبل التركيز على المعاصير الذين ميزوا المغرب الثقافي منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وأسماؤهم كثيرة لجردها هنا. وقد خصص حصحاص الفصل الأول من الكتاب لتقديم قراءة تاريخية لتطور هذا الفكر ومكانته في السياق العربي والإسلامي عموما في حوالي 125  صفحة، تليها فصول باقي الباحثين المشاركين.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن حصحاص كان قد أشرف سابقا على إصدار عملين جماعيين إثنين، رفقة زملاء، حول الفيلسوفين محمد عابد الجابري سنة 2018، وبعده حول طه عبد الرحمان  سنة 2021، ليأتيَ هذا العمل الأضخم حجما ليغطي أسماء كثيرة من الساحة الفكرية المغربية إما بفصول تقديمية ونقدية كاملة حول بعض أهم الأسماء بعينها في التخصصات المذكورة، وإما بفقرات وإشارات لباقي الأسماء الأخرى التي لا يستطيع كتاب واحد الالمام بها مهما كبرَ حجمه. ويتمنى الجامعي حصحاص الاستمرار في العمل على إغناء البحث العلمي بالتعريف النقدي والمقارن بالفكر المغربي الذي لم يدرَس بعد كما يجب، رغم أهميته في السياق العربي والإسلامي المعاصر خصوصا، ورغم صعوبة العمل على مثل هذه المشاريع البحثية لأن بعض السياقات العلمية لا ترى الموضوع ذي أهمية لتخصص له سنوات من الجهد العلمي. لذلك يجد القارئ في “تصدير الكتاب” توضيحات مهمة حول أرضية هذا الكتاب، وما الذي دفع الي العمل عليه، إنطلاقا من بداياته كطالب بشعبة اللغة الإنجليزية بجامعة محمد الأول بوجدة، مرورا بزياراته البحثية في عدد من المؤسسات، وإستقراره العلمي إنطلاقا من روما.

يُهدي المحرّر حصحاص كتابه السابع هذا ل”الفلاسفة والمفكرين المغاربة الأحرار الذي يكتبون من أجل عالم أفضل وطنيا، وإقليميا، ودوليا.”

للإحتفاء بهذا العمل العلمي الجديد، سيتم تقديمه أولا بروما خلال ندوة علمية تنظمُ حول “إعادة كتابة المغرب” أيام 21-22  نونبر الجاري من سنة 2024، بمشاركة حوالي 60 باحثا دوليا. كما أن نقاشات الكتاب مبرمجة أيضا ببرلين، وباريس، وغيرها.

قِيلَ عن الكتاب

يقدم كتاب ”الفكر المغربي المعاصر“ مسحًا متعدد التخصصات بشكل مذهل لنقاش ثري حول الفلسفة واللاهوت والمجتمع والسياسة والثقافة. تقدم مقدمة محمد حصحاص المثيرة للاهتمام حجة قوية للنظر في هذا التقليد في سياق وطني، مع تصنيف مبتكر لـ ”الآخر القريب – الآخر البعيد“، الذي يدعو إلى العمل المقارن ويوفر مداخل لا حصر لها لدارسي المغرب الحديث.

مايكل ل. براورز، جامعة ويك فورست، نورث كارولينا، مؤلفة كتاب ”الديمقراطية والمجتمع المدني في الفكر السياسي العربي“.

هذا عمل لا يقدر بثمن يظهر في الوقت المناسب. مقدمة حصحاص الطويلة مفيدة بشكل خاص كدليل للمجلد ككل. فبمقاله هذا وبقية الدراسات يكاد يكون العمل موسوعيًا في تغطيته وسيستفيد منه الطلاب المتقدمون والباحثون المخضرمون من مجموعة واسعة من تخصصات العلوم الإنسانية لسنوات عديدة للحصول على رؤى حول مجمل أجواء الفكر في المغرب العربي عموما، ومناهج مفكرين مغاربة محددين، وتفاصيل اللحظات الأساسية في التاريخ الفكري المغربي. إنه عمل ضروري في مجموعة أي باحث في التاريخ الفكري في المغرب العربي والعالم الإسلامي.

شامل جيبي، جامعة كيب تاون، مؤلف كتاب ”اللغة والهوية والحداثة“: حلقة الدراسة العربية في ديربان.

هذه إضافة قيّمة ومطلوبة بشدة في مجال التاريخ الفكري العربي المعاصر. فقد جمع حصحاص مقالات من الطراز الأول عن شخصيات رئيسية ومتنوعة في الفكر المغربي المعاصر. وتدعو هذه المقالات القارئ إلى استكشاف مجموعة واسعة من الموضوعات والتخصصات التي خاض فيها المفكرون المغاربة وكذلك إلى إجراء تقييم نقدي للحافة التي قد يمثلونها في السياق الإقليمي الأوسع.

إليزابيث سوزان كساب، معهد الدوحة للدراسات العليا، مؤلفة كتاب ”الفكر العربي المعاصر: النقد الثقافي في منظور مقارن.

Share
  • Link copied
المقال التالي