أعاد الأساتذة المرسبون، ملفّهم إلى الواجهة من جديد، بمناسبة الذكرى الرابع لما أسموه بـ”فاجعة الترسيب التعسفي”، مجدّدين المطالبة بكشف محاضر الامتحانات الشفوية، التي يرون بأنها ستكون دليلاً حاسماً يؤكد على أن المتضررين من الخطوة التي اتخذتها وزارة التعليم، نجحوا في المباراة، عكس ما ادعاه المسؤولون وقتها.
ونشر عبد الغني خاليدي، وهو واحد من الأساتذة المتضرّرين، تدوينةً على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة ذكرى هذه الواقعة، جاء فيها: “في مثل هذا اليوم تم إقصائي و مجموعة من الزملاء الاساتذة و الاستاذات من خيرة الكفاءت و الطاقات من فوج الأساتذة المتدربين”.
وأضاف خاليدي: “تم إقصاؤنا واستهدافنا انتقاما من فوج الكرامة المناضل الذي سطر أروع ملاحم الصمود والنضال والثبات في وجه مخططات التخريب..”، مردفاً: “محنة الترسيب الظالم كانت ابتلاء عظيما في طياته منح وألطاف كثيرة و دروس وعبر..”.
وشدد خاليدي في ختام تدوينته: “في هذه الذكرى السنوية نؤكد أننا لم ولن نفرط في حقوقنا و لم و لن نتنازل عن كرامتنا و أن نضالنا مستمر في مختلف الواجهات مادام الظلم والجور والتعسف يعم هذه البلاد..”.
وفي السياق نفسه، قال خاليدي في تصريحٍ أدلى به لجريدة “بناصا”، “إن قضية الترسيب التعسفي الظالم هي قضية واضحة، ولا تسقط بالتقادم”، معتبراً بأنها “ستبقى شاهدة على الظلم والحيف الذي يمارسه النظام السياسي اتجاه مواطنين مسالمين”، مردفاً: “الترسيب هو شطط في استعمال السلطة وحرمان مواطنين مغاربة، بدون وجه حق، من حقوقهم العادلة والمشروعة في جميع الشرائع والقوانين الوطنية والدولية”.
وأوضح خاليدي أن “الدولة نقضت العهود والمواثيق والمحاضر الموقعة التي شهد عليها الجميع في خطوة تنسف مفهوم الدولة من أساسه لنجد أنفسنا أمام منطق الانتقام والحكرة والحقد”، مسترسلاً أن “ذنبنا الوحيد أننا كنا مساهمين وربما في الواجهة رفقة زملائنا الأساتذة في فوج الكرامة في معركة نضالية نقابية راقية ضد مراسيم نعتبرها ضد مصلحة المدرسة العمومية”، حسبه.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المعركة التي خاضها الأساتذة المتدربون وقتها، كانت “بطولية وشهد الجميع فصولها وملاحمها ومسيراتها الضخمة”، متابعاً: “نحن متمسكون بحقوقنا ولم ولن نتخلى عنها أبدا، متمسكون بكوننا قد اجتزنا جميع الاختبارات والامتحانات بنجاح، بل وبتميز ولله الحمد، ووهذا ما تزكيه شهادة السادة المفتشين”.
وجدّد خاليدي التذكير بمطلب المرسبين المجسد في كشف الدولة عن محاضر الامتحانات الشفوية التي ستؤكد، حسبهم، اجتيازهم للاختبارات بنجاح، مواصلاً بأن “معركتنا النضالية مستمرة وتستسمر بخطوات نضالية أخرى، ولن نترك ملفنا العادل يتعرض للنسيان، ونحن في تواصل دائم بيننا من أجل الاستمرار في المرافعة والنضال”.
واختتم المتحدث تصريحه لـ”بناصا”، بأن “الخطوات المقبلة قد تكون أكثر تصعيداً لأننا نعتبر ملف الترسيب التعسفي الظالم انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، ونحن بصدد الإعداد لملفات قوية ستكون رهن إشارة المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية، وكذا خطوات ميدانية سنعلن عنها في وقتها”، حسبه.
يشار إلى أن تفاصيل القضية، لآخر فوج من الأساتذة المرسمين (2015/2016)، قبل بدء سريان مفعول نظام التوظيف بالتعاقد، بعدما قررت الوزارة فرض مرسومين الأول يقضي بتقليص المنحة الشهرية للمُتدربين، والثاني ينص على فصل التكوين عن التوظيف، وهو ما رفضه الفوج المكون من حوالي 10 آلاف شخص، حيث دخلوا في احتجاجات دامت لعدة شهور، من أجل إسقاط الخطوة.
وعقب الخطوات التصعيدية المتواصلة للأساتذة المتدربين، وافقت الوزارة على توظيف الفوج كاملاً، وبشكل مباشر، مع إعادة المرسومين لطاولة الحوار القطاعي، غير أنه، وبعد حوالي 5 أشهر من انطلاق الموسم الدراسي لسنة 2016/2017، تفاجأ حوالي 150 أستاذاً، بعدم ورود اسمهم في لوائح الناجحين.
تعليقات الزوار ( 0 )