شارك المقال
  • تم النسخ

الأزمة المغربية الإسبانية تشعل نعرات الانفصال بالأندلس.. وسانشيز المُتّهم

أعادت الأزمة الحادة في العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، إحياء النعرات الانفصالية في إقليم الأندلس بالجارة الشمالية، بعدما انعكست سلباً على الحركية الاقتصادية للمنطقة التي كانت تعتبر قبل سنتين، معبراً رئيسياً لأفراد الجالية بالقارة العجوز صوب المملكة، وتسببت في توقف العديد من الأشخاص عن العمل، وإفلاس مجموعة من المشاريع.

وكشف عدد من أفراد الجالية، بأن العديد من المشاريع بإقليم الأندلس، كانت تعلق آمالها على عملية “مرحبا 21″، التي تعرف مرور حوالي 3 ملايين شخص من المنطقة، عبر موانئها صوب المغرب، الأمر الذي ينعش الاقتصاد ويساهم بشكل إيجابي في حركية مدن مثل ألميريا والجزيرى الخضراء، غير أن الأمر تغير للسنة الثانية على التوالي.

وفي الوقت الذي كانت جائحة كورونا سبباً مباشراً في إقصاء موانئ إسبانيا في الصيف الماضي، يبدو أن تجديد الإطاحة بها من قائمة النقط التي ستعرف انطلاق سفن صوب المغرب، له ارتباط مباشر بالأزمة السياسية التي تشهدها العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة، والتي نشبت عقب سماح مدريد لإبراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو، بالدخول لأراضيها، سراً، وبهوية مزورة.

وانتشرت العديد من ردود الأفعال الغاضمة في المدن الجنوبية لإسبانيا؛ الأندلس، التي تعتبر الأكثر تضرّراً من قرار إقصاء موانئ المملكة الإيبيرية من “مرحبا21″، حيث حمّل المنتقدون حكومة مدريد التي يقودها بيدرو سانشيز، مسؤولية ما وصلت إليه الأمور، مطالبين بالسعي لإنهاء الأزمة مع الجار لتعود المياه لمجاريها.

ونشر بيدرو ألتيميرانو تدوينة غاضبةً من تداعيات الأزمة التي تسبب فيها بيدرو سانشيز مع المغرب، قال فيها: “لماذا على الأندلس أن تدفع ثمن أخطاء مدريد مع المغرب؟”، مضيفاً أن إسبانيا ختطفت مستقبل الأندلس منذ عام 1492″، قبل أن يختتم: “نريد نحن الأندلسيين أن نعود إلى ما كنا عليه، رجال النور، الذين أعطيناهم للرجال، روح الرجال”، حسبه.

ولقيت تدوينة ألتيميرانو تفاعلاً إيجابياً من طرف العديد من الإسبان المنحدرين من إقليم الأندلس، الذين اعتبروا بأن مدريد ارتكبت خطأ جسيماً بسبب موقفها المنحاز للانفصاليين في قضية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي تسبب في أزمة اقتصادية خانقة ضربت مدناً مثل إشبيلية وغرناطة وألميريا، والجزيرة الخضراء.

وبالمقابل، رفض آخرون مضمون تدوينة ألتيميرانو، بشدّة، معتبرين بأنها يرغب في تشتيت البلد، وإنتاج عدة دويلات من إسبانيا، وهو الأمر، الذي رآه معلقّون، دليلاً يدين حكومة بيدرو سانشيز، التي يرفض شعبها الانفصال، في الوقت الذي تدعمه هي في بلد جار، مطالبين بضرورة تحرك الغيورين على البلاد في المؤسسات التشريعية لإنهاء الوضعية الراهنة.

وسبق لسكان عاصمة الأندلس إشبيلية ومدن مثل غرناطة، أن خرجوا في أكثر من مناسبة، من أجل المطالبة بتوسيع صلاحيات الحكم الذاتي، في الإقليم، رافعين نشيد الأندلس، والشعارات المطالبة بحقوق السكان، معربين عن سخطهم من سياسات العاصمة مدريد، التي تقوم بتهميش المنطقة، في الوقت الذي تركز على تنمية عددٍ من مقاطعات، على رأسها برشلونة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي