خلف خطاب العرش، عدد من ردود أفعال الأحزاب السياسية المغربية، التي أكدت على أن الأخير، يعد خطابا استثنائيا في سياق ما تعيشه المنطقة المغاربية، من تجاذبات جيوسياسية، وما تعرفه العلاقات المغربية الجزائرية من تطورات خلال الفترة الأخيرة، التي تميزت بتجاذبات سياسية وتصريحات مضادة، أدت إلى التصعيد بين الطرفين في كثير من المحطات.
وفي ذات السياق، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني ، الذي حل ضيفا على برنامج “نقطة إلى السطر” الذي تبثه القناة الأولى، إن ‘’ما ورد في خطاب جلالة الملك مما يتعلق بالعلاقة مع الجزائر، هو بمثابة لمسة خاصة إنسانية عالية، غلّب فيه جلالة الملك علاقة الأخوة والجوار والتاريخ، مضيفا “هو خطاب التسامح والتصالح والقلب الكبير الذي يمد يده للجزائر، هو تعهد من أعلى قمة هرم الدولة، يفتح به المجال لصفحة جديدة مع الجزائر”.
ومن جانبه قال عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، إن ‘’الخطاب الملكي مبادرة تحمل بصمات قائد عالمي عظيم’’ وأضاف ‘’لا يمكن القبول بهذا الوضع بين بلدين جارين، وبأن تظل هذه المنطقة الحدودية مغلقة طيلة هذه المدة، واعتبر أخنوش أن جلالة الملك وعبر هذه المبادرة، يعبر عن طيبوبة المغاربة وأخلاقهم العالية تجاه جيرانهم الجزائريين الذي بلا شك يبادلونهم نفس التقدير’’.
ووجه الملك محمد السادس، رسائل مباشرة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال خطاب العرش، يوم السبت الماضي، يؤكد من خلالها على أن العلاقات بين البلدين لا يجب أن تبقى على ما هو عليه و ‘’العمل سويا لتطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبينا أساسها الثقة وحسن الجوار’’.
وقال الملك محمد السادس ‘’ لا فخامة الرئيس الحالي ولا السابق ولا أنا مسؤولين على قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا أمام الله والتاريخ والمواطنين، ليس هناك أي منطق معقول يمكن أن يفسر الوضع الحالي.. الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود أصبحت متجاوزة ولم يعد لها مبرر مقبول، لا نريد أن نعاتب أحدا أو نعطي الدروس لأحد وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل”.
وأضاف الملك “أؤكد لأشقائنا في الجزائر أن الشر والمشاكل لن يأتيكم من المغرب كما لن يصلكم أي تهديد.. ما يمسكم يمسنا وما يضركم يضرنا.. أمن الجزائر واستقراره وطمأنينة شعبها من أمن المغرب.. ما يمس المغرب يؤثر على الجزائر والعكس صحيح”. وشدد العاهل الكريم على أن المغرب والجزائر يعانيان معا من الهجرة والتهريب، وأن العصابات التي تقوم بذلك “هي عدونا الحقيقي والمشترك”، مشيرا جلالته “إذا عملنا سويا على محاربتها سنتمكن من الحد من نشاطها وتجفيف منابعها”.
وأردف الملك:‘’نتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين وتترك انطباعا سلبيا لا سيما في المحافل الدولية، وندعو إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا لتجاوز هذا الوضع المؤسف الذي ينهك طاقة بلدينا، والمغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين وإنما توأمين متكاملين’’.
تعليقات الزوار ( 0 )