لفتت مدافع قيصر الفرنسية، أنظار مجموعة من البلدان التي تطمح لتعزيز ترسانتها العسكرية، بعدما ساهمت، بشكل كبير، في إعطاء نوع من التوازن على الأراضي الأوكرانية، بعدما مكّن قوات كييف، من وقف زحف الجيش الروسي في العديد من مناطق البلد شرق الأوروبي.
ويعتبر المغرب واحداً من البلدان التي وقعت اتفاقية لاقتناء هذه المدافع، منذ سنة 2020، كما أن إسبانيا، انضمت هي الأخرى، في صيف 2022، إلى قائمة الدول الساعية لشراء هذا السلاح، وهو ما جعل صحيفة “لاراثون”، ذائعة الصيت، تسلط الضوء على الموضوع، وتبرز سبب تهافت الدول على الحصول على هذا النظام.
وقالت الجريدة الإسبانية، إن مدافع قيصر الفرنسية، عيار 155 ملم، أثبتت نجاعاها الكبيرة، في التصدي لتقدم القوات الروسية في أوكرانيا، مضيفةً أن باريس، أعلنت في يناير الماضي، من خلال وزير القوات المسلحة، سيباستيان ليكورنو، عن تسليم 12 مدفعا متوسط المدى إلى أوكرانيا، بتمويل من صندوق الدعم يصل لـ 200 مليون يورو، لينضم إلى 18 مدفعاً آخر، تم تسليمها منذ بداية الغزو الروسي في فبراير من سنة 2022.
النقطة المهمة حسب الصحيفة، أن أوكرانيا ليست الوحيدة المهتمة بنظام المدفعية هذا، بل هناك العديد من الدول، منها التي بدأت بالفعل في الحصول عليه، لدرجة أن شركة “Nexter Systems”، الشركة المصنعة لهذا السلاح، اضطرت إلى تسريع الإنتاج، بسبب الطلب المتزايد.
وحسب ما ذكرته “فرانس أنفو”، فإن الشركة، قامت بإحداث ثلاث نوبات عمل سبعة أيام في الأسبوع، وإضافة موظفين جدد، من أجل تلبية الطلبات المتزاية على المدفعية، وفق ما أوردته “لاراثون”.
وتابعت أن الشركة المصنعة، تُنتج حاليا، ما بين مدفعين إلى أربع شهريا، على أن يرتفع العدد إلى 8 مدافع شهريا مع نهاية السنة الحالية، وهو ما سيتيح لفرنسا، تلبية الطلبات المعلّقة، منها طلبات الجيش الفرنسي نفسه. ووباعت الشركة بالفعل، 19 مدفعا إلى الجيش الدنماركي، و9 لبلجيكا، و36 للمغرب، و18 ليتوانيا، و10 للتشيك.
وأبرزت الصحيفة الإسبانية، أن هناك نوعين من مدفع قيصر، 6 × 6، و8 × 8. الأول هو الأكثر استعمالاً من قبل الجيش الفرنسي، لأنه يسمح بإطلاق النار بقوة ذخيرة عيار 155 ملم، على مسافة 40 كيلومترا، بدقة ممتازة. المركبة التي تحمل المدفع، تحمل 16 طلقة كاملة، وهيكلها “Mercedes-Unimog”، رشيق للغاية، ومجهز بعداد سرعة.
وحسب المصدر، فإن طول المركبة المزودة بمحرك رينو تروكس بقوة 215 حصانا، وميكابينة مصفحة لحماية الطاقم من نيران العدو، 10 أمتار، وعرضها 2.55 مترا، وارتفاعها 3.65 مترا، علما أن المركبة يصل ارتفاعها الأقصى إلى 10.5 مترا، بعد توجيه المدافع، وتبلغ سرعتها 100 كيلومتر في الساعة، على الطرق، و50 على الممرات الريفية.
قيصر مصمم كـ “حل ممتاز للقتال عالي الكثافة”. يمكن أن تكون بطارية هذا السلاح جاهزة في أقل من 45 ثانية، كما أنها تسحب في نفس الفترة الزمنية. وهي قادرة على إطلاق النار ست مرات في الدقيقة وتتميز بقابليتها للتنقل ، والتي تعرفها الشركة المصنعة بأنها “الحماية الفعالة الوحيدة ضد الذخائر الموجهة الحديثة”.
وفي هذا الصدد، قالت “لاراثون”، إن المثير للجدل في ملفّ هذه المدفعيات، والذي له تأثير مباشر على إسبانيا، هو شراء المغرب، لـ 36 وحدة، مع إمكانية رفع العدد لـ 60 في المستقبل، بقيمة تصل لـ 230 مليون يورو، وذلك بناء على الاتفاقية الموقعة مع فرنسا، في بداية سنة 2020.
وواصلت، أن إسبانيا بدورها، أبدت اهتمامها بهذه المدافع في أكثر من مناسبة، حيث سافر وفد من الجيش الإسباني إلى فرنسا، في الصيف الماضي، لرؤية السلاح عن قرب، ومن أجل أن يشرح الجيش الفرنسي، وبالضبط فوج المدفعية الأربعين، المتمركز نواحي ريمس، كيفية عمل هذا النظام.
تعليقات الزوار ( 0 )