افتتحت اليوم الاثنين بالرباط أشغال الاجتماع السنوي لنقط الاتصال والمنسقين الوطنيين لاتفاق التعاون الإقليمي الأفريقي للبحث والتطوير والتدريب في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية (أفرا)، الذي يشكل منصة لتقييم الإنجازات والتحديات والفرص في تنفيذ البرامج بالنسبة للمشاريع الإقليمية والوطنية.
ويعرف هذا الحدث الإقليمي، المنظم تحت شعار “تعزيز إفريقيا من الإمكانات إلى الازدهار من خلال العلوم والتكنولوجيا النووية”، من قبل وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة – قطاع الانتقال الطاقي- بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشاركة 60 وكيلاً ومنسقاً من “أفرا” يمثلون 40 دولة أفريقية عضوة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويهدف هذا اللقاء، الذي ترأسته وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، إلى تعزيز برنامج التعاون التقني التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في افريقيا بغية تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.
وبهذه المناسبة، أكد المدير العام المساعد المسؤول عن قسم التعاون التقني بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، هوا ليو، في كلمة افتتاحية، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار تعزيز فعالية التعاون الفني في أفريقيا للوكالة.
وشدد ليو على التقدم الكبير الذي تم تسجيله على مر السنين في المنطقة، مؤكدا أنه سيكون من الضروري الاستمرار في تعزيز هذه البرامج بهدف التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان مع اعتماد تدابير وإجراءات ملموسة نحو الأفضل، من أجل تنفيذ برنامج التعاون 2025-2029.
واستعرض مختلف الاستخدامات السلمية للتكنولوجيات النووية التي ساهمت في تنمية إفريقيا، مشيرا إلى العديد من برامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من قبيل “Atoms4Food” وهي مبادرة تهدف إلى مساعدة البلدان على تعزيز أمنها الغذائي ومكافحة الجوع المتنامي من خلال تزويد البلدان بحلول ناجعة تتكيف مع احتياجاتها وظروفها المحددة من خلال استغلال مزايا تقنيات الطاقة النووية وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة لتحسين الإنتاجية الزراعية والحيوانية.
من جانبه، أوضح مدير الوكالة المغربية للأمن والسلامة في المجالين النووي والإشعاعي، سعيد مولين، أن دعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية يلعب دورا أساسي في تعزيز القدرات الوطنية وتحسين البنيات التحتية وتعزيز التنمية المستدامة في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية.
وأضاف مولين أن هذا الحدث يوفر فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، كما يوفر أيضًا فرصة لتمهيد الطريق لمستقبل ستوفر فيه العلوم والتكنولوجيا النووية مساهمة كبيرة في الرخاء والتنمية المستدامة في إفريقيا.
من جهته، أشار المدير العام للمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، حميد مراح، إلى الجهود المبذولة طبقا لقرارات ومقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية و”أفرا” للمساهمة في مواجهة تحديات التنمية الاجتماعية باستخدام التطبيقات النووية السلمية.
ودعا مراح إلى تحقيق الأهداف الإستراتيجية الخمسة لـ “أفرا”، كما تم تحديدها في إطار التعاون الإقليمي.
يشار أن هذا الحدث، المنظم إلى غاية 23 فبراير الجاري، يعد ثمرة نجاح كبير للتعاون التقني الإقليمي والثلاثي بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول الأفريقية الأعضاء فيها، لتعزيزه الروابط بين الدول الأفريقية الأعضاء في الوكالة الوطنية للطاقة الذرية، مع فتح آفاق جديدة للتعاون في مجال الطاقة النووية.
بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا الحدث الضوء على التزام المغرب بالتعامل بشكل أمن ومؤمن مع التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية، ورغبته في أن يكون له دور فعال في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال.
تعليقات الزوار ( 0 )