مع توالي الإنتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب على الأرض، أصبح حضوره بارزا في الصحف العالمية الفرنسية والإسبانية والبريطانية والأمريكية، كفاعل جديد بات يمتلك صوتا مسموعا ووقعا وتأثيرا لا يُستهان به.
مناسبة الحديث، هو أنّ حلف الشمال الأطلسي، المعروف اختصارا بـ”الناتو”، اعتمد، أخيراً، في أحد برامجه، الخريطة الكاملة للمغرب تشمل الصحراء المغربية، وهو ما شّكل ضربة موجعة أخرى للجزائر وصنيعتها “البوليساريو”.
وتأتي هذه الخطوة، التي أظهر فيها حلف الناتو خريطة المغرب الكاملة بموقعه الرسمي ضمن برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له “Deep”، بعد أيام قلائل من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
كما يعتبر هذا القرار رسالة إلى كل المتربصين بالوحدة الترابية للمملكة، للتأكيد على المكانة التي يحظى بها المغرب، كحليف قوي للناتو، واعتباره البلد الأكثر أمنا واستقرارا بشمال وغرب افريقيا.
صحيفة مورنينغ ستار (Morning Star) البريطانية، أشارت إلى الموضوع من زاوية أخرى، حيث استهلت في مقال لها، نُشر يوم أمس (الأحد)، أنّ حلف “الناتو”، أشعل توترات جديدة متأججة في شمال إفريقيا بعد أن أظهر موقعه على شبكة الإنترنت خريطة للحدود المغربية تمتد في عمق أراضي “الصحراء الغربية”.
وقالت، إنّ التغيير غير المتوقع للحدود، ظهر في مقال سابق عن برنامج وقف تعزيز التعليم الدفاعي لحلف الناتو (Deep) والذي ظهر لأول مرة في 14 دجنبر.
وأضافت الصحيفة ذاتها، أنّ هذا الأمر يُمثل تغييرا عن الخرائط السابقة التي تُظهر المغرب داخل الحدود المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، مع فصل الصحراء الغربية عنها بخط.
وأبرزت “مورنينغ ستار”، أنه لم يصدر أي بيان رسمي من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، يعلن انحرافا عن الإجماع الدولي بشأن الإقليم الذي يضم المغرب 80 في المائة منه بشكل “غير قانوني”، وفق تعبيرها.
وأشارت الصحيفة، إلى أن نشر الخريطة الجديدة، جاء بعد وقت قصير من اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة، مقابل استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
واسترسلت، أن المغرب وموريتانيا ضما “الصحراء الغربية” سنة 1975 بعد هزيمة المستعمرين الإسبان، ثم وقع البلدان اتفاقيات مدريد مع فرانسيسكو فرانكو في عام 1975 قبل أسبوع من وفاته.
كما أعلنت جبهة البوليساريو إنشاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مع حكومة في المنفى تقع في الجزائر، مشيرة إلى أن موريتانيا سحبت قواتها عام 1979، بيد أن المغرب رفض التنازل عن مطالبته بالأرض وأصر على أن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه.
تعليقات الزوار ( 0 )