Share
  • Link copied

اعتزال بلافريج للحياة السياسية يثير حزن نشطاء.. وزملاؤه: خسارة كبيرة للحزب

أكد عمر بلافريج، النائب البرلماني والقيادي السابق في الحزب الاشتراكي الموحد، أنه قرّر اعتزال الحياة السياسية بشكل نهائيّ، متشبثاً بالقرار الذي كان قد أعلن عنه في السنة الماضية، حين اعترف أنه لا ينوي الترشح في الانتخابات التشريعية المقبلة، مخلفاً ردود فعل متأسفة على مغادرة شخصية سياسية فريدة ميزت الولاية البرلمانية الأخيرة.

ولم يوضح بلافريج الأسباب التي جعلته يتخذ هذا القرار، بالرغم من أنه سبق وأن صرّح، قبل شهور، أن نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، قامت بطرده، غير أن خرجته الإعلامية الأخيرة لم تحمل أي تفاصيل عن خطوة اعتزال السياسية التي اتخذها، في وقتٍ تؤكد فيه مصادر مطلعة أن مغادرة الحياة السياسية جاءت لأسباب سياسية وشخصية ومهنية.

وعرفت خطوة بلافريج، تفاعلاً مهما على مواقع التواصل الاجتماعي، من طرف نشطاء وأيضا، زملائه في الحزب الاشتراكي الموحد وفدرالية اليسار الديمقراطي، معتبرين بأنه خسارة كبيرة للحياة السياسية، وأيضا لليسار وأحزابه في البلاد، خصوصاً لـ”الفدرالية”، التي كان يأمل بلافريج أن يدفع في اتجاه انصهارها بالكامل في حزب واحد.

وعن الموضوع، قال خرازي مصطفى: “كنا نأمل أن تتسع دائرة الضوء داخل طبقة سياسية موبوءة وفاشلة، وأن نرى كفاءات وطنية من مستوى هذا الرجل الوطني الغيور ترقى بالمؤسسة التشريعية لتقوم بأدوارها كاملةً، حتى أتتنا أخبار انسحاب عمر بلافريج من الحياة السياسية، وهو الذي أغناها بمداخلاته ونقاشاته ووقوفه في وجه كل القوانين الجائرة في حق الشعب المغربي”.

وواصل الشخص ذاته: “ودفاعه عن الصحة والتعليم والقطاعات الاجتماعية، إنها خسارة كبرى لقوى الصف الوطني الديمقراطي وانسحابه _ وهو الذي كان يشجع الشباب والمقاطعين ويبعث الأمل بتجربته في غد وبديل أفضل ممكن _ هو رد فعل ورسالة موجهة إلى اليسار الطفولي المنكمش وإلى أنصار التخلف والاستبداد في الدولة، وأيضا إلى المجتمع المتهاون والمعطوب ثقافيا وفكريا وسياسيا”، حسبه.

من جهته كتب هود الشعبي: “كنت ولا أزال أحترم عمر بلافريج، كنت أظنه في البداية أرنب سباق لاغير ومجرد ظاهرة صوتية، لكنه أثبت أنه إنسان محترم دخل وخرج عن اقتناع للسياسة وكان شمعة داخل البرلمان المغربي. هو الوحيد الذي ابتكر أداة محاسبة داخل المجتمع الإفتراضي (البودكاست السياسي)، وكان من بين أقرب النواب إلى الشباب”.

واسترسل الشعب يفي تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”: “كما أنه من أبرز وجوه الفدرالية والحزب الإشتراكي الموحد وقد كان يأمل في المساهمة في بناء أكبر حزب يساري ينافس بقوة سياسيا، لكن للأسف ماتزال هناك جهات داخل الحزب والفدرالية تتصرف بصبيانية وبمنطق المنافسة الضيقة والقضاء على كل صوت يختلف ولو قليلا مع توجه القيادة”.

واعتبر الشخص ذاته أن انسحاب بلافريج، هو “مرحلة السكتة القلبية للفدرالية، خاصة أنها تعرف توتراً خطيراً في الأيام القليلة الماضية وهو بمثابة الضربة القاضية لأغلب المؤمنين بالمشاركة في الانتخابات من بوابة الفدرالية، الشيء الذي لا يترك ولو بصيص أمل في الدعوى إلى مشاركة في لعبة سياسية أبانت عن فشلها بشكل قاطع”، على حدّ تعبيره.

وخلص الشعبي إلى أن “مشاركة الفدرالية، إذا استمرت وحدة الأحزاب الثلاثة، في الانتخابات المقبلة هو بمثابة المهزلة والدفع نحو مشاركة تخدم المخزن أكثر مما تخدم الفدرالية وسيطرح تساؤل كبير حول مصداقية الأحزاب المكونة لها ومدى صدق المشروع الذي يؤمن به شباب الفدرالية؟”، على حد قوله.

تدوينة أخرى، تفاعل صاحبها، والذي يدعى مصطفى محمدي، مع واقعة انسحاب بلافريج من الحياة السياسية، حيث كتب: “النائب البرلماني عمر بلافريج يعتزل السياسة.. خبر غير عادي عن رجل غير عادي.. يكفي أنه وقف يوما تحت قبة البرلمان وتساءل بصوت مرتفع.. لماذا لا نناقش ميزانية البلاط هذه المرة قبل التصويت عليها بالإجماع كما جرت العادة!؟”.

واستطرد بأنه بعد مطلب بلافريج، غير المعتاد دخل قبة البرلمان “عم القاعة بعدها صمت رهيب .. ذلك الصمت السياسي الذي قرر الآن السي عمر أن يدخل فيه إلى الأبد..”، مضيفاً: “إن انسحاب سياسي نزيه مثل بلا فريج من العمل السياسي هي رسالة للمبتدئين المهرولين تقول: ما كاينش معا من !”، حسبه.

بدوره ياسين بوناب، تفاعل مع الخبر، بالقول إن عمر اعتقد أنها “ممارسة نزيهة نظيفة هي اسمها السياسية إذا ما كنت ذيب يأكلوك الذئاب”، متابعاً: “وممارسة السياسية بعقلية مولير وكامو لم تعد تجدي نفعاً”، قبل أن يختتم: “والمضحك المبكي خالتو نبيلة عند سؤالها عن هذا القرار.. قالت بالحرف: هو حر في قراراته، كل واحد ياكل اللوز ديالو ويسكتنا”.

أما كمال السعيدي، القيادي في حزب الاشتراكي الموحد، فقد كتب: “لا يسعني إلا أن أحترم قرار الرفيق عمر بلافريج.. ولكن هذا لا يمنع أن انسحابه هذا هو خسارة كبيرة للحزب ولفيدرالية اليسار الديمقراطي.. مما لا شك فيه أن الرفيق عمر وككل ممارس للسياسة قد يكون أصاب وأخطأ ولكنه نجح عموما في تقديم صورة طيبة عن العمل المؤسساتي وعن أداء فيدرالية اليسار من زاوية المعارضة العقلانية والبناءة”.

وتابع في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، أن عمر “وأبدع في التواصل مع المواطنين والناخبين وبشكل خاص مع الشباب من خلال خطاب سمته الصدق والوضوح ..”، مسترسلاً: “صحيح أن الحزب الاشتراكي الموحد حظي دائما بقدر كبير من الاحترام.. احترام لخطه السياسي ولمواقفه.. احترام لرموزه ولقادته ولعموم مناضليه..”.

وأكد السعيدي عضو المكتب السياسي لحزب “الشمعة”، وعضو الهيئة التنفيذية لفدرالية اليسار الديمقراطي، “أن الرفيق عمر كان واحدا ممن ساهموا في تعزيز هذا الإحترام وفي إعلاء شأن الحزب وسمعته .. لذلك فإن قراره هذا وبغض النظر عن حيثياته ومبرراته هو خسارة للحزب وللوحدة اليسارية المأمولة..”.

وبدوره علّق آدم بوهدما، القيادي الإقليمي بأكادير في الحزب الاشتراكي الموحد وفدرالية اليسار الديمقراطي، على انسحاب بلافريج، قائلاً، إنه عمر، و”منذ تعرفت (…) عليه أواخر 2010، وأنا لازلت طالباً في سلك الهندسة، لامست فيه الصدق”، مردفاً: “توطدت صداقتي بعمر بلافريج بمرور السنوات والمحطات الخاصة والعامة، صداقة يطبعها الاحترام والتقدير المتبادلين”.

وأعرب بوهدما، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن تفهمه لـ”حجم الضغط الملقى على عمر بلافريج وكذلك انتظارات عدد من الشباب والشابات المغاربة الدين يرون فيه نموذج السياسي النزيه، الطموح والقادر على مواجهة العراقيل”، متابعاً: “أحيي عمر بلافريج على كل المجهودات التي بذلها في مهمته البرلمانية وقبلها”.

Share
  • Link copied
المقال التالي