Share
  • Link copied

اعترافاتُ خولة مطر تزيدُ الشّكوك حول “مشروع جهاديّ قادم”.. لماذا يُبقي المُنتظم الدّوليّ على مقاتلي “داعش” داخل سوريا؟

خلّفت اعترافات نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، خولة مطر، الأخيرة، بخصوص التنسيق مع نظام بشار الأسد، وحزب الله وإيران، من أجل نقل عدد من مقاتلي داعش المصابين، للتّداوي في المستشفيات اللبنانية، الكثير من الشكّوك.

وذكرت مطر، خلال مقابلة أجرتها مع قناة “الجديد” اللبنانية، أنه تم نقل مسلحين ينتمون إلى داعش، أصيبوا في معارك مع النظام، للعلاج في مستشفى الرسول الأعظم في بيروت، التابع لحزب الله.

وتابعت أنها تواصلت مع اللواء عباس إبراهيم، ومع الحكومة السورية، من أجل إخراج الجرحى المنتمين إلى داعش، مبرّرة حدوث هذا التّنسيق الخطير بين الأمم المتحدة وجماعة إرهابية، بأنه جاء لـ”بناء الثقة”.

واعترفت المسؤولة الأممية السابقة، أن دخول “الدواعش”، إلى لبنان، تم بعد موافقة حزب الله، وهو ما يعني حسبها أنه “كانت هناك نية جدية للتفاوض”، نظراً إلى أن “أتباع حسن نصر الله”، كانوا من مؤيدي نظام بشار الأسد.

وأثارت هذه الاعترافات التي وُصفت بـ”الخطيرة”، سلسلة من التساؤلات عن علاقة الأمم المتحدة بتنظيم داعش الإرهابي من جهة، وبحزب الله وإيران والنظام السوري من جهة ثانية.

ووصلت الشكّوك التي خلفتها اعترافات خولة مطر، إلى التساؤل عن سبب ترك الآلاف من مقاتلي داعش السابقين، في سوريا، بحيث لم يجد ملفّ إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، المطروح منذ سنوات، أيّ حل.

الدول العربية التي تتلكأ في استرجاع “دواعشها” تساهم في المشروع الجهادي الدموي القادم

وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي المغربي والخبير في الجماعات الجهادية سعيد إدى حسن، أن الدول العربية التي ترفض استعادة الجهاديين في صفوف تنظيم داعش الإرهابي الذين يحملون جنسيتها تساهم “من حيث لا تدري في المشروع الجهادي الدموي الذي يطبخ على نار هادئة على الأراضي السورية”.

وقال الباحث الأكاديمي في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، في تصريح لموقع “بناصا”، إن “سوريا تحولت بفعل تواطئ العديد من الجهات إلى أكبر مختبر جهادي على الإطلاق، لتطبيق ودراسة النظريات، والفرضيات، التي تطبخ في معاهد ومراكز البحوث الغربية”.

وأضاف الباحث المغربي، أن “السؤال الذي يحيرني هو لماذا يحتفظ المنتظم الدولي أو النظام العالمي بآلاف المقاتلين من داعش فوق الأراضي السورية؟ لماذا لا يعيدهم إلى بلدانهم الأصلية؟ (سيقول قائل على بلدانهم أن تقبل أولا باستعادتهم. هذا القول مردود على صاحبه لأن النظام العالمي هو الآمر الناهي وليس بلدان عربية ضعيفة وتابعة)”.

هل ينتظر المجتمع الدولي مشروعا جهاديا جديدا سيحتاج لمقاتلي داعش؟

وأردف إدى حسن: “هل ينتظر المجتمع الدولي انبثاق مشروع جهادي جديد سيكون بحاجة إلى مقاتلي داعش لتنفيذه؟” متسائلاً عن “مصير الآلاف من أطفال مقاتلي داعش الذين ولدوا أو ترعرعوا أو شبّوا في مخيمات ثم في معتقلات يديرها الأكراد نيابة عن النظام العالمي؟ هل أصبحت سورية مختبرا ضخما لوصفات ومشاريع جهادية أكثر دموية من تنظيم داعش؟”.

وواصل الباحث الأكاديمي تساؤلاته: “هل يسعى النظام العالمي لتحويل سورية إلى أرض توحش أبدي، إلى قيام معركة هرمجدون؟”، منبهاً إلى كلامه، مجرد “تخمينات يصعب الإجابة عنها في غياب معطيات دقيقة عن نية الأطراف التي تسعى للإبقاء على آلاف المقاتلين المتعطشين للدم والانتقام فوق الأراضي السورية”.

هذا، ونبه المحلل السياسي ذاته، إلى خطورة التصريحات التي أدلت بها قبل أيام نائبة المبعوث الأممي لسوريا السابقة، خولة مطر، التي تحدثت عن “تنسيق بين الأمم المتحدة ونظام أسد وحزب الله وإيران لعلاج عدد من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي بمستشفيات لبنانية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي