شارك المقال
  • تم النسخ

اسليمي: لا مكان للإيديولوجيات في منطق التحالفات بين الأحزاب.. والبيجيدي انتهى

أكد الدكتور عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أن منطق التحالفات بين الأحزاب السياسية لا يتأثر بالإيديولوجيات المختلفة والمتباينة التي تميز كل حزب عن آخر، مشيرا إلى أن المسألة لا تعدو كونها عمليات حسابية يتم على أساسها في نهاية المطاف اختيار تموقع معين دون غيره.

وتوقع اسليمي عبر مداخلة قدمها بالندوة التفاعلية التي نظمتها جريدة بناصا الإلكترونية بعنوان “سيناريوهات تشكيل حكومة أخنوش”، قبول حزب الأصالة والمعاصرة المشاركة في الحكومة القادمة، مبررا توقعه بالتغير الذي طال خطاب الحزب أخيرا، كما أشار إلى أن الحكم على تموقع الحزب من خلال تصريحات سابقة لأمينه العام عبد اللطيف وهبي لا معنى له، وأن أمثلة سابقة عديدة تؤكد ذلك.

وأضاف المتحدث نفسه، كتعقيب على الهزيمة التي مني بها حزب العدالة والتنمية في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، أن زمن البيجيدي قد انتهى، وأنه واهم كل من يعتقد اليوم أن الحزب مازال بنفس القوة والحضور الذي كان عليهما قبلا، فالنتائج الأخيرة قد أظهرت بوضوح أن الحزب قد سقط.

وقدم أستاذ العلوم السياسية كأسباب ساهمت في سقوط حزب المصباح، تمسك الحزب بخطاب تقليدي لم يواكب أفكار وطموحات الجيل الحالي الذي صار يأخذ السياسة كخدمة، وأيضا الاعتقاد الخاطئ لدى الحزب بأنه له كتلة ناخبة ثابتة، ولم يعلم أنه نفسه جاء نتيجة تصويت عقابي ضدا في أحد الأحزاب، وأضاف اسليمي كسبب أيضا الجمود الهيكلي الذي يعيشه الحزب، فلا يعقل أن تمر مدة طويلة ولم يترأس أمانته العامة إلا شخصان فقط، إضافة إلى استمرار نفس الوجوه المعتادة في مراكز التسيير.

وعن احتمالية رجوع عبد الإله بنكيران إلى زعامة الحزب، استغرب الدكتور نفسه وجود أشخاص مازالوا إلى الآن يتحدثون عن هذه الإمكانية، مشيرا إلى أن زمن الزعامات الكاريزمية قد ولى، وأن الخطاب الذي يستخدمه بنكيران لم يعد ناجعا في التأثير على جيل يريد النتيجة ويريد أن تكون الخدمة المقدمة من السياسي ملبية لطموحاته وآماله.

وحديثا عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أشار اسليمي إلى أن الحزب لم يبن حملته الانتخابية على الصراع، وبأنه قد ركز على الوسائط الرقمية بشكل كبير، تاركا صراعه مع حزب العدالة والتنمية جانبا، مُنبها الحزب بعد تبوئه المرتبة الأولى، إلى أن الشارع المغربي ينتظر منه إجراءات سريعة بمختلف أطيافه وفئاته السنية والاجتماعية، وأن الوعود التي قدمها سابقا قد صار اليوم مطالبا بتنزيلها.

جدير بالذكر أن الندوة التي نظمتها جريدة بناصا تحت عنوان “سيناريوهات تشكيل حكومة أخنوش”، قد شهدت مشاركة عدد كل من عبد الحميد بنخطاب أستاذ العلوم السياسية، وعمر أحرشان أستاذ القانون الدستوري، ومحمد غالي أستاذ السياسات العمومية، وسعيد الخمسي الإعلامي والخبير في مجال التواصل، ثم عبد الرحيم المنار اسليمي أستاذ العلوم السياسية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي