أكد عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أنّ هناك أحزاب مغربية تعيش اليوم تحولات داخلية، كما أن هناك أحزاب وصلت إلى نهاية الخطاب (في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية) الذي لا يزال يستعمل أدوات تقليدية.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “المشهد الحزبي ورهان المشاركة السياسية في الانتخابات المقبلة” نظمتها جريدة “بناصا” مساء يومه (الاثنين)، وأدارها الأستاذ الجامعي، إسماعيل حمودي، بمشاركة كل من الأساتذة الجامعيين، عبد الرحيم العلام، وعمر الشرقاوي، ثم عبد الصمد الإدريسي، محام وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.
ولفت عبد الرحيم المنار اسليمي، في كلمة له، إلى أن الدستور المغربي يقول إن العلاقة بين الحكومة والبرلمان هي علاقة تمارس بقواعد النظام البرلماني، وذلك تحت مراقبة النظام الرئاسي.
وأوضح المحلل السياسي، أنه لما يخرج رئيس الحكومة السابق أو الحالي ويقول مثلا عبارة “مخلوناش”، فهنا يطرح سؤال “من منعك؟” رغم أن هناك أزيد من 1200 تعيين في إدراة الجامعات أو إدراة الإدارات من طرف الأحظاب الحاكمة أو المشاركة، وبالتالي فإنها مارست أو تمارس نوعا من السلطة.
واستدل اسليمي، بالبنية السياسية للأحزاب المغربية التي تغيرت، لافتا إلى أنه ما المانع من تقديم الاستقالة من طرف رؤساء الحكومة إذا كان هناك نوع من الممانعة، أو توظيف عبارة “مخلوناش” التي تتردد في خطاب الممرات، أو ما يعرف بـ”الكولوار السياسي”.
وتابع المتحدث ذاته، هل سمعتم يوما ما أن بنكيران أو العثماني تكلموا بلغة مؤسساتية، وقالوا إنهم لا يستطيعون ممارسة صلاحياتهم الدستورية، قبل أن يتسطرد، وإلا فإن الأحزاب الحاكمة ستستمر في ترديد شعار “مخلوناش” خلال كل خمس سنوات.
وشدّد أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أنّ لغة الخطاب السياسي يجب أن تتغير، حيث إن المعادلة هي أن مطالب المجتمع وحاجيات وتحديات الدولة كمؤسسة، هي أكبر بكثير من سقف تفكير بعض الأحزاب السياسية الموجودة حاليا.
وقال اسليمي، إنّ ثنائية الصراع بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار قد ماتت، مردفا أنّ العديد من الأحزاب تعيش اليوم تحولات، نظير حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة وأحزاب أخرى، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية الذي يعيش تحولات داخلية.
وأشار اسليمي، إلى أنّ حزب العدالة والتنمية يعيش اليوم في مواجهة المجتمع، وفي مواجهة أدائه الحكومي، ولن يواجهه أحد، وأن الثنائية السالف ذكرها لم تعد قابلة للتحليل، والدليل على ذلك أن “سيكولوجية” حزب “البيجيدي” شبه منهارة وهي تدخل الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث إن الحزب وصل إلى سقف نهايته.
تعليقات الزوار ( 0 )