شارك المقال
  • تم النسخ

اسليمي: تنفيذ الدستور العسكري الجزائري الجديد وراء إعلان البوليساريو للحرب

قال عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الأطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني ، إن البوليساريو لايمكنه القيام بهذه العربدة ضد منظمة الأمم المتحدة بإعلان إلغاء وقف إطلاق النار واستئناف الحرب، دون أن يكون ذلك بأمر من الجزائر، لأن قرار الدخول في حرب، هو بيد الأخيرة، وليس جماعة الرابوني.

ونبه اسليمي إلى في تصريح لجريدة “بناصا”، إلى أنه ”ينبغي ملاحظة أن البوليساريو أعلن الحرب في اليوم التالي لدخول الدستور الجديد حيز التطبيق”، موضحا ”أن جنرالات الجزائر بقيادة شنقريحة انتظروا إلى حين تمرير المقتضيات العسكرية الجديدة في الدستور الجزائري، التي تُعطي الإمكانية للجيش بالتدخل خارج الحدود، ليأمروا البوليساريو بإعلان الحرب”.

ولاحظ عبد الرحيم المنار اسليمي في تصريحه، أن هذا التزامن بين إعلان البوليساريو الحرب ودخول الدستور الجزائري الجديد حيز التنفيذ ليس صدفة، فالأمر يتعلق بأول قرار خطير للحاكمين في الجزائر، مباشرة بعد تمرير دستور يعرفون أن الجزائريين قاموا برفضه، لذلك فالجنرالات، حسب اسليمي، يريدون إشعال حرب يدفعون فيها مليشيات البوليساريو للواجهة ويدعمونه من الخلف، وهي الخطة التي تؤشر على أنه لم تعد لهم أوراق يلعبون عليها، لأن الداخل الجزائري على أبواب الانفجار والرئيس تبون مجهول المصير لحد الآن ولا أحد يعرف ما إن كان ميتاً أم حياً، حسب المتحدث ذاته.

وأضاف اسليمي، أن البوليساريو لايمكنه أن يغامر بإعلان وقف إطلاق النار دون أن يكون قد تلقى أمرا من جنرالات الجزائر، لأن جماعة الرابوني نفسها مثل جنرالات الجزائر، في حاجة إلى هذا الإعلان لإعادة ضبط المخيمات التي تنزلق من بين يديها يوميا نحو الفوضى والفرار الجماعي نحو موريتانيا.

وأوضح اسليمي، أنه أمام هذه المغامرة الجزائرية الخطيرة باستعمال ورقة البوليساريو ضد المغرب والأمم المتحدة، فإن الخطاب السياسي المغربي للمجتمع الدولي يجب أن يبدأ في تنبيه الأمم المتحدة نفسها بلغة القانون الدولي، أن إعلان البوليساريو عن الحرب هو قرار جزائري، وصادر من فوق الترابي الجزائري، فالأمر يتعلق بعدوان وخرق لقواعد ميثاق الأمم المتحدة، ومطلوب أيضا إشهاد الأمم المتحدة على أن مليشيات البوليساريو تخرج من فوق التراب الجزائري بعد تسليحها وتمويلها، وأنها بدخولها للمنطقة العازلة تكون الجزائر بذلك تقوم بنوعين من العدوان، الأول ضد الأمم المتحدة في المنطقة العازلة، والثاني ضد المغرب قرب الجدار الأمني.

وأشار اسليمي إلى أن القراءة التي يجب استحضارها أمامنا هي أن المغرب يوجد اليوم أمام قيادات تعيش سيكولوجية المقامر في الجزائر، وبدأت في لعب أوراق الجوانب العسكرية في دستورها الجديد، وأن البوليساريو، الذي يُستعمل كأحد الأوراق الجزائرية، قام بعملية انتحارية في واضحة النهار أمام المجتمع الدولي لما أعلن الحرب وخَرَق اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه مع الأمم المتحدة.

واختتم اسليمي تصريحه، بالقول إن المغرب يُواجه اليوم عصابتين: عصابة تحكم الجزائر بقوة يقودها الجنرال شنقريحة، وعصابة ثانية هي بوليساريو إبراهيم غالي والبوهالي التي تُنفذ أوامر شنقريحة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي