Share
  • Link copied

اسليمي: بنموسى ارتكب خطأ سياديا يقتضي استقالته لإنقاذ النموذج التنموي

سيخرج البعض للتبرير والدفاع عن الخطأ السيادي الذي قام به السيد شكيب بنموسى رئيس لجنة النموذج التنموي لما اختار إخبار وإحاطة سفيرة فرنسا بالمغرب بالخطوات التي وصلت اليها اللجنة في إعداد نموذج تنموي ينتظره المغاربة ، ومهما كان شكل التبريرات التي سيتم تقديمها ،فنحن نوجد أمام  مجموعة أخطاء ارتكبها السيد بنموسى  تتطلب استقالته لإنقاذ عمل لجنته:

الخطأ الأول، ذو طبيعة سيادية ،تمس بسيادة الدولة لأنه اختار سفيرة دولة اجنبية فوق التراب المغربي لاخبارها بخطوات ومراحل عمل اللجنة وكأننا في مرحلة الحماية أوالوصاية ،فسواء تعلق الأمر سفارة فرنسا أو غيرها فلاتوجد دولة في العالم تقبل بهذا السلوك، ولن يستطيع أحد تبريره ، فحتى لو كان بنموسى يفكر بعقلية سفير المغرب بفرنسا ،فإنه خالف القواعد الدبلوماسية في هذا المجال ،ولكن الوضع أنه الآن رئيس لجنة وليس سفيرا، وإذا كانت الأمور قد اختلطت عليه ،فإن الأمر خطير جدا .

الخطأ الثاني دستوري، حيث أن بنموسى معين من طرف الملك ،ولايمكن لبنموسى أن يقدم إحاطة لأي جهة أخرى غير جهة التعيين التي سيقدم التقرير أمامها ،وبذلك يكون العمل الذي قام به بنموسى فيه تجاوز كبير للمؤسسات الدستورية وضرب للقواعد الدستورية .

الخطأ الثالث، أن بنموسى مس بشعور الأمة المغربية ،فنحن أمة دولة لها تاريخ وحضارة وتقاليد وأعراف توجد في مرحلة دقيقة ،وفي مرحلة تعبئة كاملة ،وبذلك فسلوكه يمس بهذا الشعور ،فلا أحد من المغاربة حكاما ومحكومين يقبل بهذا السلوك الذي يمس الأمة المغربية في شعورها وهي تستعد للخروج الى مرحلة مابعد الوباء بنموذج تنموي بات يسمى الآن “النموذج التنموي لمابعد الوباء “لأن الظرف تغير .

الخطأ الرابع، أن السيد بنموسى ،وهذا خطير جدا أثر على صورة النموذج التنموي الذي يجري إعداده ، حيث أنه منح فرصة كبيرة للكثيرين ليبدؤوا من الآن في ضرب صورة مجهود كبير تقوم به لجنة لازال النموذج الذي تقوم بإعداده لم يكتمل ،وكان على السيد بنموسى أن ينتبه بأنه ليس بصدد إعداد أفكار وإنما نموذج تنموي سينظم علاقة الدولة بالمجتمع لسنوات طويلة مقبلة،واعتقد أن شكيب بنموسى منح فرصة لبعض الأصوات التي بدأت من الآن في ضرب مضمون نموذج تنموي لازال لم يخرج للوجود .

لقد تابعنا منذ البداية طريقة تواصل لجنة بنموسى ،وهي طريقة تواصل ميتة تم  فيها اختيار ناطقين بالفرنسية لمخاطبة عدد قليل من المغاربة رغم ان اللغة الرسمية هي العربية والأمازيغية ،ولاحظنا كيف همشت لجنة بنموسى الجامعات العمومية  المغربية رغم ان الجامعات هي مجتمع مغربي مصغر بكل تلاوينه ،بل أن لجنة بنموسى اختارت بعض الجامعات الخاصة  ،ولاحظنا في زمن  الحجر أن ضيوف اللجنة أغلبهم أجانب وأن الحوارات تجري بالفرنسية ،ولا اعتقد أن دول كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة ستقبل حوارا حول نموذجها التنموي بغير لغتها الرسمية ،فالنموذج التنموي الذي يجب أن يستوعبه السيد بنموسى أنه نموذج يهم الفلاح الصغير والكبير ،التلميذ والطالب والاستاذ، المغربي العاطل والمستخدم والموظف العسكري والمدني ،الوزير والعون ،نادل المقهى ورجل الأعمال وبائع الخضر وبائع الخبز ”والكسال “ في الحمامات الشعبية…، أما فرنسا ،فبعد إنجاز النموذج التنموي ووصوله إلى رئيس الدولة والبرلمان والأحزاب السياسية وكافة المغاربة أنداك يمكن للجنة النموذج التنموي ان تعرضه على السفارات و تطوف به العالم،لقد ارتكب السيد بنموسى خطأ كبيرا لذلك مطلوب منه أن يقدم استقالته فاللجنة لاتتوقف على شخص واحد ،ولكن البلاد في حاجة إلى نموذج يتم إعداده بدون أخطاء.

*أستاذ العلوم السياسية – أكدال ،الرباط

Share
  • Link copied
المقال التالي