تتواصل الضغوط الشعبية والرسمية على القنوات التلفزيونية الجزائرية، بعدما توالت السقطات المسجلة في عدد من البرامج التلفزيونية، وُصفت بانحرافات وإساءات غير مقبولة.
وفي أحدث هذه السقطات، بثت قناة “الجزائرية وان” حلقة من السلسلة الفكاهية الرمضانية “أحوال الناس”، تضمنت إساءة إلى زوجة النبي محمد ﷺ، السيدة خديجة، حيث وصفت بـ”الهجالة”.
وظهر في الحلقة المغني رضا سيتي يمثل دور ابن يحاول إقناع والدته التي رفضت زواجه من سيدة أرملة ولها ابن، مقابل استحسانها رغبة أحدهم الزواج من ابنتها الأرملة التي لديها ابن، واستدلت في معرض حديثها بزواج النبي من السيدة خديجة، ووصفتها بـ”الهجالة” (الأرملة).
وأبدى الجزائريون انزعاجاً بعد بث الحلقة، على خلفية أن هذا الوصف لا يليق بزوجة النبي ﷺ، كما أن له معنى سلبياً في المجتمع الجزائري، إذ ينظر للمرأة الأرملة بتحفظ، لكونها تكون في الغالب عرضة للأطماع. وقبل ذلك وصفت المرأة المطلقة في البرنامج ذاته بأنها “فضلة الرجال”.
إلى ذلك، أدانت جبهة “العدالة والتنمية” (حزب إسلامي) ما بثته القناة، واستمرار تجاوزات القنوات الفضائية في شبكاتها البرامجية لشهر رمضان. وجاء في بيان للحزب “بعد برامج الكاميرا الخفية التي تلاعبت بمشاعر الناس واستخدمت معاناتهم بأسلوب مبتذل، نالت من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وهذا يتنافى مع طبيعة المجتمع الجزائري المحافظة ويهين كرامته الغالية، وكذا يعتدي على المكانة التي يكنّها لٱل بيت رسول الله وأصحابه الكرام”.
واعتبرت الجبهة أن “ما يعرض على الشعب الجزائري للمشاهدة في هذا الشهر المبارك يدل على درجة الإفلاس الذي يعيشه الفن والثقافة وغياب الإبداع على جميع الأصعدة الذي يقابله توسع الابتذال، فضلا عن غياب الرقابة”، ودعت إلى “ضرورة إيقاف هذا العبث، وفتح المجال أمام الطاقات المبدعة والمهمشة”.
ويوم الجمعة، وصف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في حديث تلفزيوني، ما يحدث بأنه من مخلفات المرحلة السابقة، قائلاً “كنا نعيش فوضى كبيرة، كلّ يفعل ما يريد”.
تعليقات الزوار ( 0 )