Share
  • Link copied

استنكار السجناء لجريمة قتل الطفل عدنان .. كيف يمكن لمدان أن يحاكم متهما؟

الاختطاف ثم الاعتداء فالقتل، فظاعات لم تكف الجاني فدفن ضحيته بجوار بيت أسرته. خبر ألم بالجميع، فأثار الخوف والذعر والسخط معا في أوساط المجتمع المغربي، ليصل الاستنكار والاستهجان حتى إلى داخل أسوار السجون. هذا ما أشارت إليه بعض الجرائد والمواقع التي تابعت الحدث.

لو صح الخبر وثبت أن السجناء فعلا احتجوا واستنكروا ورفضوا ما اقترفه المجرم. يطرح السؤال: ما هي الدوافع وراء هذا السلوك؟ وما هي القراءات النفسية التي يمكن من خلالها تفسيره؟ كيف لمجرم مدان أن يحاكم متهما؟ هل هي يقظة ضمير أم تأثير لمواقع التواصل؟

في ظل نفي مندوبية السجون للخبر الرائج حول وضع قاتل الطفل عدنان في السجن الانفرادي كان لزاما طرح هذه الأسئلة من باب الإضاءة ومزيد من البيان.

الدوافع وراء السلوك:

يقول الدكتور أوقزة خالد مدير مستشفى الرازي الأمراض العقلية والنفسية والعصبية تيط مليل الدار البيضاء في تصريح لجريدة “بناصا”:”هي جريمة لا يقبلها لا العقل ولا العاطفة وهذا النوع من الجرائم لا يتقبله المجتمع الإسلامي والعربي ولا سيما المجتمع المغربي لأنها جريمة منافية للأخلاق والثقافة”.

وأضاف بأن “التأثير النفسي كان سيكون أقل حدة لو أن الأمر تعلق بشخص بالغ، لكن هذه الجرائم التي تستهدف الأطفال غير مقبولة حتى في صفوف المعتقلين داخل السجن. إذن حتى في ثقافة السجناء فهذا الفعل الجرمي غير عادي وغريب وغير مقبول حتى في المجتمعات السجنية”.

وتابع قائلا بأن “هذا الرفض قد يولد سلوكيات خطيرة انتقاما من القاتل لروح عدنان”.

القراءات النفسية وتأثير مواقع التواصل:

في نفس السياق يقول حميد الشريف أستاذ جامعي في القانون الخاص بجامعة السلطان مولاي سليمان بني ملال وأستاذ باحث في الحماية الاجتماعية للسجناء بأن:” بعض الجرائم يرفضها المجرم وبالحديث عن قضية الطفل عدنان فإن انتشارها الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعل منها قضية رأي عام، أي أنها تجاوزت كونها قضية رأي عام إلى قضية اجتماعية”.

وأضاف شارحا بأن ” بعض الناس وخاصة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي يرون بأن عقوبة الإعدام غير كافية وهذه الاحتجاجات والمطالبة بأقصى العقوبات ساهم في إضرام النار وجعل المجرم في حد ذاته داخل السجن يستنكر هذا الفعل ويتبرأ من هذا المجرم”.

وأكد الأستاذ حميد الشريف على أن “للمجرم حقوقه داخل السجن ويجب أن يستفيد منها كعدم التشهير وعدم التعذيب والحق في التعلم داخل المؤسسة السجنية”.

Share
  • Link copied
المقال التالي