شارك المقال
  • تم النسخ

استمرار معاناة طلّاب عمالة فجيج بوعرفة يجدّد مطالب إحداث نواة جامعية بالمنطقة

مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد، وتجدّد معاناة سكان عمالة فجيج بوعرفة، في ولوج الكليات والمعاهد التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، بسبب بعد المسافة وغلاء سومة الكراء، أعاد مجموعة من النشطاء مطلب إحداث نواة جامعية إلى الواجهة، بعد أن خفتت الأصوات المطالبة بها لعدة شهور، بسبب صيغة الترديس عن بعد التي فرضتها جائحة “كورونا”.

ويعاني سكان بوعرفة وفجيج، الواقعتين في أقصى جنوب الجهة الشرقية، واللتان تبعدان عن وجدة بأزيد من 260 كيلومتراً، من بعد المسافة، وغلاء الكراء، الأمر الذي يدفع العديد من التلاميذ إلى مغادرة الدراسة مباشرة بعد الباكالوريا، والتوجه إلى التسجيل في شعب التكوين المهني المتواجدة في المدينة، أو إنهاء المسار الدراسي بالكامل، كما هو الحال بالنسبة الإناث.

وحول هذت الموضوع، قال الناشط الحقوقي الصديق كبوري، إن نسبة قليلة من تلاميذ فجيج هي التي تستطيع الوصول إلى التعليم العالي، مضيفاً: “في تقدرينا، وفي غياب إحصائيات رسمية، فمن بين التلاميذ الذين يسجلون للدراسة بالإقليم يستطيع أن يصل خمسة منهم إلى ولوج الجامعة أو المعاهد العليا، مع تقلص النسبة في صفوف الفتيات، لأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية”.

وأضاف كبوري لـ”بناصا”، أن أغلب تلاميذ الإقليم يواجهون العديد من العوائق إبان مرحلة التعليم العالي، مما يدفعم “إلى التوقف بشكل قسري عن متابعة المسار العلمي والأكاديمي”، متابعاً: “من الصعب الحصول على سرير بغرفة مشتركة بحي بوعرفة أو القدس أو الأندلس أو بدار الفتاة بوجدة، فثمن الغرف المتوسط يصل لـ 1000 درهمأً أو يزيد، كما أن ثمن السرير في غرفة مشتركة قد يتراوح بين 300 و500 درهما”.

واسترسل أن هذه الأسباب وغيرها، تدفع بناء وأبناء الإقليم إلى الانقطاع عن الدراسة، مردفاً أن نسبة كبيرة منهم لا تطأ الجامعة مطلقا، وكل ما يربطهم بها هي المنحة الهزيلة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، يستفيدون منها لمدة سنتين، كاملة، ونصف المنحة في السنة الثالثة، وبعدها يتوجهون للتسجيل في إحدى شعب التكوين المهني بمقر الإقامة، قبل الالتحاق بعالم البطالة، حسبه.

ونبه إلى أن بعض الفاعلين سبق لهم أن أطلقوا مبادرات مختلفة من أجل الترافع لبناء نواة جامعية بعمالة فجيج بوعرفة، كلّ واحدة منها تسعى لجمع الأدلة والحجج المقنعة للمسؤولين وصنّاع القرار، من أجل الاستجابة للمطلب، وشهدت زخما كبيرا في السنوات الثلاثة الماضية، قبل أن تخفت في الأونة الأخيرة، وذلك راجع لعدة أسباب، وفق كبوري.

واستطرد أن إحدى المبادرات انطلقت في بوعرفة، حيث تشكلت لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء، وعملت على صياغة عريضة شعبية للتوقيعات، توجه إلى رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وتتضمن أسباب كون مطلب إحداث النواة ضرورة ملحة، وعلى رأسها بعد جامعة وجدة عن جماعات عمالة فجيج بوعرفة.

أما المبادرة الثانية، وفق المتحدث نفسه، فقد انطلقت بمدينة فجيج، والتي دع أصحابها إلى إحداث معهد للعلوم القانونية والشرعية، معتبرين أن هذا المطلب يستجيب لضرورات موضوعية، ولتلاؤمه مع الخصوصية التاريخية للمنطقة، التي صمدت لردح من الزمن، كحاضرة للمجال التراثي، وفضاء علمي استقطب طلبة العلم من المغرب وخارجه.

وعلى الرغم من مرور أزيد من سنة على إطلاق المطلبين، إلا أنهما لم يريا النور بعد، وذلك راجع، وفق الحقوقي ذاته، لأسباب “مجهولة”، مسترسلةً أن المجتمع المدني يحمل المسؤولية في ذلك إلى عمالة الإقليم التي اتهموها بالتلكؤ والبيروقراطية وتعقيد المساطر الإدارية، مؤكدا في الختام، أن إقليم فجيج يحتاج لنواة جامعية ومعاهد متخصصة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي