شارك المقال
  • تم النسخ

استمرار الاكتظاظ في الحملات الانتخابية ينذر بكارثة وبائية وشيكة في المغرب

على الرغم من التحذيرات المستمرة من إمكانية تسبب الحملات الانتخابية في انفجار وبائي جديد قد يكون أخطر من ذلك الذي بدأ المغرب يخرج منه للتو، تواصل الأحزاب السياسية، خرق حالة الطوارئ الصحية، والقيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا، عبر جمع أعداد غفيرة من المواطنين، في إطار محاولتها لكسب الأصوات لاقتراع الـ 8 من شتنبر الحالي.

وشهدت مجموعة من المدن، تجمع المئات من الأشخاص في الحملات الانتخابية، في خرق لقوانين حالة الطوارئ التي سبق وأعلنت عنها الحكومة، والتي تفرض ألا يتعدى عدد الناس في التجمعات بالأماكن المفتوحة الـ 20، مع ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، والقفازات خلال توزيع المنشورات الدعائية، وهو ما لم يحصل.

وعاينت جريدة “بناصا”، غياب التدابير الاحترازية المعمول بها، في أغلب الحملات الانتخابية للأحزاب السياسية، إلى جانب عدم ارتداء المشاركين في الخرجات للقفازات، عكس ما قررته وزارة الداخلية مؤخرا، والتي طالبت بضرورة ارتدائها قبل توزيع المنشورات الدعائية، لتجنب نقل الفيروس التاجي.

وتساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد استمرار خرق قوانين الطوارئ في الحملات الانتخابية: “أين تتجلى مظاهر تنفيذ بلاغ وزارة الداخلية القاضي بتنظيم الحملات الانتخابية بخمس مركبات وبعشرة أشخاص، وأين تتجلى مبادئ احترام لتكافؤ الفرص في ما قام به أحد الأحزاب بدوار أولاد عطو جماعة سيدي حمادي، إقليم أزيلال، وهل سيفتح تحقيق في الموضوع؟”.

وكتب محمد أسامة الأنسي، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “في الوقت الذي اقترب موعد الانتخابات، قلّت الإصابات، و رئيس الحكومة يحمد الله على ذلك، رغم أن هذه الفترة أكثر فترة يمكن أن ينتقل فيها الفايروس، بسبب الاحتكاك بين الناس في الحملات الانتخابية، ولمس الأوراق الانتخابية التي من المرجح أن تكون موبوءة بسبب كثرة لامسيها”.

ونبه الأنسي، في التدوينة نفسها، إلى احتمال أن يعود المنحنى الوبائي إلى التصاعد بعد الانتخابات، حيث أوضح: “ناهيك عن احتمال ارتفاع الحالات بعد الانتخابات مباشرة، لأن فيروس كورونا حليف استراتيجي لعمل الحكومة، يتمدد بحرارة القمع، و ينكمش ببرودة المصلحة..”، في إشارة منه إلى التلاعب بعدد الإصابات الحقيقية بناء على متطلبات كلّ مرحلة.

ويخشى مجموعة من النشطاء، من أن التهاون الكبير الذي تعرفه الحملات الانتخابية، سيعيد الأوضاع الوبائية في البلاد إلى نقطة الصفر، ومن شأنه أن يتسبب في موجة رابعة من انتشار الفيروس، بعدما بدأت المملكة تتعافى تدريجيا من الموجة الثالثة التي وصلت معها الإصابات اليومية بـ”كوفيد19″، إلى أزيد من 12 ألفا يوميا، مع تعدي الوفيات للـ100.

حري بالذكر أن المغرب، يواصل رصد عدد كبير من الإصابات اليومية بفيروس كورونا، مع تسجيل تحسن ملحوظ في المنحنى الوبائي بعد أسابيع من الارتفاع القياسي وغير المسبوق لعدّاد الحالات المؤكدة، حيث أعلنت وزارة الصحة في آخر نشرة وبائية لها، عن ارتفاع الحالات الإيجابية منذ بدء تفشي “كوفيد19″، إلى 860948، بعد تسجيل 4899 إصابة جديدة.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي