بالرغم من حرص مجموعة من الفعاليات الجمعوية والمدنية في عدة مدن مغربية، على تنظيم حملات تحسيسية بشكل دوري، بتنسيق مع السلطات المحلية، للتوعية بمخاطر فيروس كورونا المستجد، وحث المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية المعمول بها، إلا أن ظهور بعض التجاوزات، وتكرارها، أثارت سخط فئة عريضة من المغاربة.
واشتكى مجموعة من المواطنين، من تعرضهم للإهانة من طرف بعض الأشخاص المشاركين في الحملات التحسيسية، معربين عن سخطهم من هذا الأمر، خاصة أنه يأتي في وضع استثنائي تعرفه البلاد، يستوجب التآزر والمساندة، بدل الصراخ في وجه خارقي التدابير الاحترازية، والذين منهم، من اضطروا إلى ذلك مكرهين، بحثا عن لقمة العيش، مثل ما وقع في بعض أحياء الدار البيضاء والرباط.
وفي هذا السياق، كتب أحد النشطاء الفيسبوكيين، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي، منتقدا هذه الظاهرة:”اشحال من واحد خارج ف الحملات التحسيسية غير لاستظهار العضلات وإهانة المواطنين البسطاء، بدفيع الهدرة أكثر من التحسيس نفسه، كما تجده هو الآخر لايلتزم بتاتا بالإجراءات الوقائية. ماهكذا تكون العمليات التحسيسية. احترموا الناس، والقانون فوق الجميع”.
وانتقد آخرون السلوكات التي تصدر عن مجموعة من الأشخاص المشاركين في الحملات التحسيسية، والذين يقومون بالإساءة للمواطنين بكلام مستفز، وإهانتهم، الأمر الذي رآه نشطاء، شبيها بصب الزيت على النار، وإثارة غضب السكان ضد الأشخاص، إلى جانب شحنهم ضد السلطات التي سمحت لهم بتنظيم الحملة التحسيسية، حتى وإن لم تقم هي (السلطات)، بأي سلوك مشين مشابه.
وأوضح مواطنون في تصريحات لـ”بناصا”، بأن العديد من المشاركين في الحملات التحسيسية، يقومون بـ”إمطار الناس بوابل من الكلام الجارح، وتهديدهم بالغرامة أو السجن في كثير من الأحيان، مع عباراة سب وشتم في حالات استثنائية”، مردفين:”هادشي مستحيل يخلينا ننضبطوا لهاد الأنواع ديال البشر”.
ووجه عدد من المواطنين رسالة للسلطات عبر “بناصا” بقولهم:”مترخصوش لبحال هاد النوع، ونتمناو ميبقاش هادشي وتدخلو باش يتعاقب أي شخص كيستغل الحملات التحسيسية باش يبقا يستعرض العضلات ديالو على المواطنين البسطاء، لي في الغالب كتلقاهم منضبطين للإجراءات كثر من ناس لي فالحملة براسهم”، مشيرين:”بزاف من ناس لي كيلعبوها على المواطنين، كتلقاه كينضبط للإجراءات غير فالحملة التحسيسية”.
وأشار آخرون إلى أن مثل هذه التصرفات لا تقل ضررا عن عدم الالتزام بالتدابير الوقائية المعمول بها، ومن غير المقبول “لا شرعا ولا قانونا ولا عرفا ولا أخلاقا، أن يقوم شخص كيفما كان بالحط من كرامة البسطاء، وتحت أي مبرر كان”، لأن الوضع الراهن، المتسم بأزمة مالية خانقة بسبب الفيروس التاجي، مست ملايين المغاربة، وفئة كبيرة منهم، هي تلك التي تتعرض للإهانة في الشوارع.
وفي الوقت الذي كان يفترض على مرتكبي هذه التجاوزات العدول عنها وتقديم اعتذار للمواطنين، خرج مجموعة منهم، متهمين من نبههم لـ”استعراض العضلات”، في تدوينات متفرقة على موقع التواصل الاجتماعي، بالتشويش على الحملات التحسيسية الهادفة إلى توعية المواطنين بخطورة فيروس كورونا المستجد.
ووصل الأمر في بعض المدن الصغيرة، إلى تواصل الأشخاص الذين قاموا بالتجاوزات داخل الحملات التحسيسية ضد المواطنين، مع الباشا، مطالين بردع النشطاء الذين نبهوهم إلى ظاهرة استعراض العضلات، بالرغم من أن أصحاب تدوينات التنبيه، لم يوردوا أي اسم لأي شخص أو جمعية أو فئة محدد، حيث كانت إشارتهم للسلوك فقط.
ومن جهة أخرى، أعرب فاعلون جمعويون، عن استنكارهم لمثل هذه السلوكات، متمنين بأن يتم إنهاء هذه الظاهرة، التي من شأنها تشويه المبادرات المشابهة، بالرغم من أنها استثنائية، إلا أنه يمكن أن تساهم في نفور المواطنين من أي حملات توعوية، وتجنبهم الاستماع لما يقال خلالها، ما من شأنه أن يزيد الوضع الوبائي سوءاً في المغرب، وهو ما لا يخدم مصحلة “مستعرض العضلات”، ولا “المواطن البسيط”.
تعليقات الزوار ( 0 )