جرى الخميس، بنيروبي، في إطار أشغال الدورة الثانية لجمعية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، المنعقدة من خامس إلى تاسع يونيو الجاري، استعراض الإجراءات التي اتخذها المغرب لإنجاح الانتقال الأخضر للمدن.
وقالت مديرة التخطيط الحضري بوزارة إعداد التراب الوطني، والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بدرية بنجلون، في كلمة خلال حدث موازي حول وضعية المدن العربية، نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والبنك الدولي، إنه من أجل رفع التحديات المرتبطة بالانتقال الأخضر للمدن المغربية، قامت المملكة بعدة إصلاحات هيكلية ووضعت العديد من الاستراتيجيات والبرامج ذات الطابع المجالي وذات تأثير حضري.
وأشارت في هذا الصدد إلى النموذج التنموي الجديد الذي يروم انجاح الانتقال الحضري والاقتصادي وتطوير مدن مرنة ومندمجة وجذابة ومولدة للثروات.
وأضافت بنجلون أن الأمر يتعلق بتوفير إطار للعيش يصون رفاهية وكرامة السكان، والمحافظة على ارتباط إيجابي مع بيئتهم المجالية والطبيعية، مشيرة أيضا إلى إعداد الميثاق الجديد للاستثمار.
كما أبرزت وضع استراتيجيات وبرامج تنموية للتكامل والتحول للمدن وإطلاق أوراش كبرى للبنيات التحتية ذات التنافسية العالمية على مستوى الدولي والإقليمي ، مضيفة أن المغرب أطلق الحوار الوطني للتعمير والإسكان الذي يروم إعادة التفكير في التعمير وإضفاء دينامية على الإسكان من خلال اصلاحات مهيكلة ، من قبيل إعادة النظر في نظام التخطيط المجالي وتموقع الوكالات الحضرية.
من جهة أخرى ، أوضحت بنجلون أنه من أجل دعم هذا الانتقال الحضري ، قام المغرب تحت القيادة النيرة للملك محمد السادس بتطوير جيل جديد من مشاريع التنمية الحضرية ، مستحضرة في هذا السياق ، مشروع طنجة الكبرى الذي جعل من مدينة طنجة محور ربط بين أوروبا وإفريقيا من خلال مشروع طنجة المتوسط ، وكذا مدينة الأنوار الرباط ، العاصمة الثقافية للمغرب ، والتي عززت البعد الثقافي للعاصمة كقيمة اقتصادية واجتماعية ، وكذلك برنامج التنمية الحضرية لأكادير ، الذي عزز الموقع الاقتصادي والجاذبية السياحية للمدينة .
وأكدت أن هذه المشاريع تعد تحويلية وتحمل في طياتها دينامية وتحولات حضرية وتجويد صورة وجاذبية المدن، مبرزة أن مشروعا اصلاحيا لإحداث صندوق للتمويلات القبلية للتعمير في طور الانجاز من أجل دعم تنمية المدن .
وتم خلال هذا الحدث الذي عقد على هامش جمعية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ، طرح قضايا التعمير في العالم العربي. وأكد المشاركون على الوتيرة التي يشهدها تحول المدن ، مشيرين إلى أن أزيد من نصف الساكنة بالمنطقة يقيمون بالمناطق لحضرية ، في حين أن هذا العدد سيواصل الارتفاع خلال السنوات المقبلة.
ويمثل المغرب في هذه الجمعية وفد هام يرأسه الكاتب العام لوزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ، يوسف حسني ، ويضم على الخصوص ، الكاتب العام للمجلس الوطني للإسكان محمد هردوزة ، ومديرة التخطيط الحضري بدرية بنجلون ، ومديرة الإنعاش العقاري هند بنزهة ، ومديرة التواصل والتعاون والنظم المعلوماتية ، بديعة الكروي.
كما يضم الوفد المغربي رئيسة مصلحة بقطاع الإسكان أمل لمسيطف ، ومدير الوكالة الحضرية لأكادير أمين بلقاسمي ، وكذا رئيس قسم منظومة الأمم المتحدة للتنمية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنس العلمي حميدان.
وتنعقد هذه الدورة ، المنظمة تحت شعار “مستقبل حضري مستدام بفضل تعددية مندمجة وفعالة : تحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال أوقات الأزمات العالمية”، بحضور نحو 5 آلاف مشارك ، من بينهم أكثر من 30 وزيرا ، بالإضافة إلى كبار المسؤولين وخبراء عالميين ، لمناقشة السياسات الحضرية العالمية وتعزيز تعددية شاملة وتحولية.
تعليقات الزوار ( 0 )