أظهرت نتائج استطلاع مغربي للرأي أن 89 بالمائة من المغاربة يرون أنه يجب إعادة فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر.
وأعلن المعهد المغربي لتحليل السياسات، في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرباط، عن هذه النتيجة ضمن نتائج أخرى لاستطلاع بعنوان “الاندماج المغاربي لسنة 2020”.
وأُجري الاستطلاع بين 15 أكتوبر ودجنبر الماضيين، على عينة من 1200 مواطن مغربي موزعين على 12 جهة تتكون منها المملكة.
وقال المعهد إن المنطقة المغاربية (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا) تمثل إحدى المناطق الأقل اندماجًا في العالم سياسيًا واقتصاديًا.
وأفاد بأن 83 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع رأوا أن الصراع بين المغرب والجزائر هو العامل الأساسي الذي يعرقل مشروع الاتحاد المغاربي.
وتبادل البلدان فرض تأشيرة دخول، حيث فرضها المغرب عام 1994، وردت الجزائر بالمثل وقرر إغلاق الحدود، بعد اتهامها بالوقوف وراء هجوم مسلح داخل المغرب.
وما تزال الحدود مغلقة بين البلدين بسبب أزمة الصحراء التي بدأت في 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة، حيث نشب نزاع مسلح بين المغرب وجبهة “البوليساريو”، استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتقترح الرباط حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تدعو “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.
ورغم الوضع الراهن، أعرب 58 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع عن تفائلهم بمستقبل الاتحاد المغاربي في 5 أو 10 سنوات المقبلة.
وتسجل نسبة التبادلات التجارية داخل المنطقة المغاربية أقل من 5 بالمائة من إجمالي التجارة الخارجية للبلدان المغاربية، وهي نسبة أقل بكثير من جميع الكتل التجارية الإقليمية الأخرى.
واعتبر تقرير لصندوق النقد الدولي، صدر سنة 2018، أن زيادة التكامل بين البلدان المغاربية سيجعل المنطقة أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر، وسيساعد على خفض تكاليف التجارة داخل المنطقة.
وأظهر الاستطلاع وجود روابط اجتماعية قوية تربط المغاربة مع بقية الدول المغاربية، إذ أفاد نصف المشاركين في الاستطلاع بأن لديهم علاقة اجتماعية مع أحد المواطنين بالمنطقة المغاربية.
وبحسب الاستطلاع، فإن 16 بالمائة فقط من المغاربة سبق لهم السفر إلى أحد البلدان المغاربية، وتربعت تونس على قائمة البلدان التي زاروها، بما يفوق نصف العينة.
وقال رئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات، محمد مصباح، إن “هذا الاستطلاع يهدف إلى تجاوز المقاربة الفوقية للاندماج، التي تركز على الجوانب السياسية والاقتصادية والمؤسساتية، ويقدم بدلًا من ذلك مقاربة من أسفل، عبر رصد آراء المواطنين والباحثين والفاعلين غير الرسميين وفاعلي المجتمع المدني”.
وأضاف مصباح أن “الاستطلاع يوفر أرضية للنقاش العام حول موضوع الاندماج المغاربي، وقاعدة من المعطيات والبيانات التي تساعد صناع السياسات في بلورة رؤية جديدة لموضوع الاندماج المغاربي”.
تعليقات الزوار ( 0 )