فضح استدعاء الشهود في القضية التي رفعها الفاضل ابريكة، لدى المحكمة الوطنية العليا بالعاصمة الإسبانية مدريدـ ضد إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، ادعاءات “جماعة الرابوني”، التي حاولت، مباشرةً بعد عودة رئيسها إلى الجزائر، الترويج في أوساط مخيمات تندوف، بأن القضاء في المملكة الإيبيرية، قد طوى الملف، وأن غالي بريء.
وكان قادة البوليساريو، قد روّجوا لأن القضاء الإسباني طوى ملف غالي بشكل نهائيّ، بعدما ثبت له أنه بريء من التهم المنسوبة إليه من قبل الأشخاص والجمعيات بإسبانيا، وذلك بغرض التخفيف من حدة الصدمة التي تعرضت لها شريحة واسعة من موالي جماعة الرابوني، عقب إجبار زعيمها على الإدلاء بأقواله لقاضي التحقيق.
وكشف الناشط بمخيمات تندوف بوزيد مولاي، وهو معتقل سياسي بسجون البوليساريو، بأنه توصل، رسمياً، عبر البريد الإلكتروني، باستدعاء من المحكمة الوطنية الإسبانية للإدلاء بشهادته أمامها في الـ 29 من الشهر الجاري، في قضية اعتقال الفاضل ابريكة وما تعرض لها، باعتباره أن الشخصين كانا في نفس السجن.
وفي بثّ مباشرٍ نشره على حسابه بـ”فيسبوك”، قال بوزيد مولاي، إن “المحكمة الإسبانية، أرسلت استدعاءات لنا، للشهادة في القضية التي يتهم فيها إبراهيم غالي وعدد من قيادات الجبهة، والتي تقدم بها الفاضل ابريكة، وهي القضية نفسها التي رفعها الأخير أمام القضاء الإسباني، والتي استمع لغالي على خلفيتها، وليست قضية جديدة”.
وأضاف أن قيادة البوليساريو كذبت على الناس حين قالت لهم، إن “غالي لم يهرب من المحاكمة، ولكنه خرج بريئاً من الاتهامات والقضية أغلقت”، متابعاً: “قلنا إن القضية لم تغلق وما تزال هناك العديد من الجلسات، وبالفعل، ما دام القاضي راسلنا للإدلاء بشهاداتنا، باعتبارنا كنا حاضرين وكنا مع ابريكة في السجن، فإن القضية لم تغلق، وقيادة البوليساريو كذبت على الناس”.
وأردف بوزيد: “غالي أثبت للجميع أنه غادر إسبانيا هارباً من العدالة، عكس ما ادعته قيادة الجبهة، وفي حال جرى استدعاؤه ولم يحضر، فسيعتبر هارباً من القضاء”، متابعاً: “غالي لم يستطع البقاء لاستكمال استشفائه، وغادر بسرعة، وهو ما يؤكد أنه هارب”، مركداً أنه سيعمل على الحضور للمحاكمة وقول ما عاينه في السجن.
وشدد بوزيد، المتواجد في مخيمات تندوف، بأنه سيحاول المغادرة “لحضور المحكمة”، مستدركاً: “في حال لم يتيسر لي، وفي حال جرى اعتقالي من قبل القيادة، لأنه وصلني أن هناك مخططاً لسجني، من أجل منعي من الشهادة”، مضيفاً أنه إن سمحت المحكمة بالإدلاء بالشهادة عبر الفيديو، فسأشهد، مشدداً على أن ما سيقوله فيها واضح، وهو ما تعرض له برفقة ابريكة.
يشار إلى أن بوزيد مولاي، والفاضل ابريكة، ومحمود زيدان، كانوا قد تعرضوا للاختطاف والسجن والتعذيب، من طرف قيادة جبهة البوليساريو، بتواطؤ مع المخابرات الجزائرية، وذلك بسبب معارضتهم لسياسات كبار مسؤولي “الرابوني”، وجنرالات قصر “المرادية”، حيث أذاقوهم مختلف أنواع التعذيب والتنكيل.
تعليقات الزوار ( 0 )