Share
  • Link copied

ازدهار سوق الكتب الإلكترونية يزيد من مفاقمة أزمة أرباب المكتبات في المغرب

زادت تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، الذي يتفشى في المغرب منذ شهر مارس من السنة الماضية، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، من معاناة الكتبيين، بالرغم من أنهم عادوا للعمل مباشرةً بعد رفع الحجر الصحي الشامل في يونيو الماضي، وذلك بسبب ضعف الإقبال من طرف المواطنين.

وتسبب الفيروس التاجي في أضرار جسيمة للاقتصاد الوطني، حيث فقد عشرات الآلاف من المواطنين مناصب عملهم، إلى جانب إفلاس مئات الشركات الصغيرة والصغيرة جداً، إضافة إلى أن المئات من أرباب الأسر أصحاب المحلات، اضطروا لإغلاقها بشكل نهائيّ، بسبب تراكم الديون المتعلقة بفواتير الماء والكهرباء والكراء، مقابل قلة الزبناء.

وقال عدد من الكتبيين في تصريحات لـ”بناصا”، إن فترة الحجر الصحيّ، التي اضطروا خلالها إلى الإغلاق لمدة ثلاثة أشهر، إسوة ببقية المحلات التجارية والصناعية التي لا تدخل ضمن القطاعات ذات الأولوية، كانت الضربة التي قسمت ظهور الجميع، لأنه حتى بعد استئناف العمل، لم يتمكن مختلف المهنيين من استعادة عافيتهم.

وأضاف المتحدثون أن الوضع قبل الجائحة كان أفضل، في ظل أن القدرة الشرائية للمواطنين كانت أفضل حالاً من الآن، وهو ما كان يضع الكتاب، ضمن مراتب جيدة في سلّم الأولويات لدى العديد من الأشخاص، غير أن الضرر الكبير للجائحة، والشهور الطويلة التي استمرت فيها بالتفشي، غير الكثير من الأمور، والكثير من الكتبيين لم يستطيعوا حتى دفع ديون الحجر الصحي.

ومن جهة أخرى، يرى فاعلون تربويون بأن الخسائر الجسيمة التي تلقتها المكتبات والكتبيون، لا تعود إلى تراجع فعل القراءة أن قلة إقبال الباحثين والمتعلمين على الكتب، بل في المنافسة القوية التي اشتعلت في الشهور الأخيرة، بين السوق الإلكترونية للكتب، والمكتبات، حيث قامت الأولى باستغلال فترة الجائحة وإغلاق المكتبات، إلى جانب صعوبة العثور على بعض الكتب، لاستقطاب الزبناء.

وأوضح المصدر أن أزمة كورونا، كان لها انعكاس إيحابي على القراءة والاطلاع والإقبال على المعرفة بأنواعها ومختلف تلاوينها، نظرا للفرغ الكبير، وللوقت الذي توفر للأشخاص خلال الحجر الصحي، حيث إن أغلب المغاربة كان لديهم وقت كافٍ للإقبال على القراءة والاطلاع في مختلف المجالات من تاريخ وأدب وفكر وحضارات وأديان، ولك ما يتعلق بالمعرفة.

واسترسل الفاعلون التربويون بأن شهور تفشي كورونا، عرفت إقبالاً كبيراً على شراء الكتب بالصيغة الإلكترونية، وهو ما يُفسر اعتبار أصحاب المكتبات أن الوضع يعرف ركوداً معرفياً وقلة إقبال من الباحثين على اقتناء الكتب، مشيرين إلى أن الفترة الأخيرة عرفت ازدهاراً للكتب الإلكترونية، بسبب ثمنها المناسبة بالمقارنة مع نظيرتها الورقية.

وإلى جانب ذلك، يُفسر المصدر قلة إقبال الباحثين على شراء الكتب من المكتبات، بأن المبادرات التي اتخذتها العديد من المكتبات في بعض الدول؛ أمريكا وبريطانيا، قطر والإمارات، وحتى في المغرب؛ المكتب الوطنية للمملكة المغربية، ومؤسسة الأرشيف، وفّر كمية كبيرة جدا من الكتب، التي أغنت الباحثين عن الشراء.

وأوضح المصدر، بأن العديد من الباحثين، انعكست عليهم أزمة كورونا بشكل إيجابي، في ظل المبادرات الأخيرة التي قللت من المصاريف التي يمكن أن يدفعوها مقابل شراء كتب، ووفرت لهم أعداداً هائلة من المراجع والمصادر التي يمكن أن يحتاجوها في دراستهم، عبر الإنترنت، مختتماً بأن فعل القراءة كان موجوداً وهناك إقبال عليه، وقلة الإقبال على المكتبات لا يعني تراجعه، بل يؤكد ازدهار السوق الإلكترونية.

Share
  • Link copied
المقال التالي