Share
  • Link copied

ارْتِفَاعُ حَالاَتِ الْوَفَاةِ النَّاجِمَةِ عَنْ فَيْرُوسِ “كُورُونَا” بِالْمَغْرِبِ يُثِيرُ الْجَدَلَ

شهد المغرب، في الفترة الأخيرة، ارتفاعا خطيرا في عداد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، حيث عرفت الأيام الخمسة الماضية، معدل وفيات يومي لا يقل عن 20 حالة وفاة، وصل، أمس الخميس، إلى أعلى مستوياته منذ دخول الوباء إلى المملكة، مارس الماضي، بعد تسجيل 28 حالة وفاة.

المعدل المرتفع لعدد الموتى بسبب فيروس كورونا المستجد، أثار الكثير من الجدل، حيث حمل البعض مسؤولية الارتفاع الصاروخي، في الإصابات والوفيات، لتراخي المواطنين، وبالأخص فئة الشباب، التي بدأت تنقل العدوى للأشخاص الذين يعانون من عوامل الاختطار.

فيما، اعتبر آخرون، بأن الوفيات ناجمة بالأساس عن تأخر التشخيص، حيث يتم أخذ الحالات المشتبه في إصابتها إلى المستشفى المخصص لاستقبالها، قبل أن تجرى التحاليل المخبرية لها، لتضطر بعد ذلك لانتظار أيام عديدة تصل أحيانا لأسبوع قبل ظهور النتائج.

ويحمل مراقبون مسؤولية هذا الارتفاع إلى عدم وضوح السلطات في الإستراتيجية التي المتبعة لمواجهة الفيروس، بخصوص ما إن كانت تعايشا، أم استمرارا في المقاومة، في ظل عودة الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لطبيعتها، والسماح بالتنقل بين غالبية مدن المملكة.

من ناحية ثانية، ترى فئة أخرى، بأن تهاون السلطات في العديد من المدن، مع تراخي المواطنين وعدم التزامهم بالإجراءات المعمول بها، وتغاضيهم عن مجموعة من الخروقات وصلت لإقامة أعراس وجنائز، ساهم هو الآخر، في عدم وضوح رؤية الحكومة للمرحلة، ما إن كان تعايشا أم لا.

بالرغم من أن وزير الصحة، خالد آيت الطالب، حمل مسؤولية تطور الوضع الوبائي في المغرب، خلال الفترة الأخيرة، في أكثر من تصريح، بشكل كامل، للمواطنين، إلا أن هناك عوامل أخرى، كشف عنها عدد من الخبراء الذين شاركوا في إحدى الندوات الافتراضية التي أقيمت لمناقشة هذا الموضوع.

وكان سعيد حميدوش، والي جهة الدار البيضاء سطات، التي تعرف تواجد حوالي 38 حالة الحرجة، حوالي 96 في المائة منها تحت التنفس الاصطناعي، قد دق ناقوس الخطر، بخصوص الوضع الوبائي بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، وذلك خلال الندوة الافتراضية المشار إليها.

من جانبه، قال هشام عفيف، المدير العام للمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، خلال نفس الندوة، إن سبب ارتفاع عدد الوفيات بسبب كورونا في المغرب، يعود إلى الوصول المتأهر للمرضى، حيث يدخلون المستشفى وهم في حالة صحية حرجة.

المتحدث نفسه، أوضح أن عددا مهما من مرضى كورونا يموتون بمجرد وصولهم، أو بعد وقت قصير من دخولهم، يتراوح بين دقائق وساعات قليلة، مشيرا إلى أن شخصا واحدا يموت من كل 5 حالات تصل إلى المستشفى في حالة خطيرة.

ودعا عفيف إلى ضرورة التشخيص المبكر والعزل وعلاج المبكرين أيضا، إلى جانب الاكتشاف المبكر للمخالطين، موضحا بأن أي تأخر في التشخيص والعلاج، يسفران عن ارتفاع الحالات الحرجة والخطيرة، ما يعني ارتفاع الوفيات.

يشار إلى أن المغرب، يشهد في الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا غير مسبوق في عداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، حيث وصلت قبل يومين إلى 1499 حالة جديدة، في رقم قياسي تشهده البلاد، الأمر الذي نجم عنه ارتفاع عدد الحالات الحرجة وعدد الوفيات.

Share
  • Link copied
المقال التالي