شارك المقال
  • تم النسخ

ارتفاع حقينة السّدود يحيي آمال الفلاحين بموسم يعوّض خسائر “كورونا” والجفاف

أحيى ارتفاع حقينة السدود في مجموعة من جهات المملكة، بعد التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها، آمال الفلاحين في أن يعوّضوا الخسائر الجسيمة التي تعرضوا لها خلال الموسم الفلاحي الماضي، الذي عرف شحّاً كبيراً في التساقطات، وازاه تفشي فيروس كورونا المستجد في المغرب، وما رافقه من تداعيات.

وشهدت مختلف جهات المملكة، خلال الأسبوعين الماضيين، غزارةً في التساقطات المطرية، تحولت في مجموعة من المناطق إلى فيضانات، مساهمةً في ملء حقينة السدود التي ظلّت في تراجعٍ مستمرٍّ طوال السنتين الماضيين، حيث وصلت في عدد من الأقاليم، إلى ما يقلّ عن الـ 5 في المائة من الطاقة الاستيعابية.

وارتفعت نسبة ملء السدود، بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفها المغرب إلى غاية اليوم السبت الـ 9 من يناير، إلى 6328.88 مليون متر مكعب، أي بحوالي 40.59 في المائة، كما أن 5 سدود في جهات المملكة، بغلت نسباً قياسيةً بعدما امتلأت حقينتها بنسبة 100 في المائة؛ وهم سد شفشاون، وإيمي الخنك، والنخلة، وبوهودة، وسيدي سعيد معاشو.

وسجل حوض اللوكوس أعلى نسب ملء بعدما بلغ 71.95 في المائة، متبوعاً بـ حوض سبو، الذي بلغ 57.63 في المائة، وأبي رقراق الذي وصل لـ 55.90 ، تلاه حوض تانسيفت الذي بلغ 45 في المائة، وحوض ملوية بـ 33.31 بالمائة، ودرعة واد نون 31,14 بالمائة، وحوض سوس ماسة بـ 27.93 في المائة، وحوض زيز كير غريس بـ 17.17 في المائة، وحوض أم الربيع بـ 15.95 في المائة.

وأعرب عدد من الفلاحين بإقلمي الناظور وبركان، عن سعادتهم بعد ارتفاع منسوب سديّ أولاد ستوت ومشرع حمادي، وهو ما يعني حسبهم، تحسّن الأوضاع الزراعية في المنطقة، وحصول الفلاحين في المجال السقوي على كميات كافية من المياه لنمو المحاصيل، عكس السنة الماضية التي عرفت تقليصاً للتوزيع الدوري، بسبب التراجع الكبير الذي عرفته حقينة السدود.

وقال محمد، في تصريح لـ”بناصا”، وهو فلاحٌ من سهل صبراً المحادي لمدينة زايو، إن التساقطات المطرية الأخيرة يمكنها أن تعيد الحياة لعدة أنواع من الزراعات التي لم تر النور في الموسم الماضي بسبب الجفاف، وعلى رأسها الحبوب، التي زرعها الفلاحون، خلال الأسابيع الماضية، بعدما ظلّ أغلبهم ينتظر طوال شهر أكتوبر ونوفمبر، هطول الأمطار، قبل أن يختار الشروع في الحرث مخافة فواتِ الأوان.

وأضاف المتحدث نفسه، الذي نجا محصوله من فاكهة البرتقال مؤخرا، بعدما نضج وخرج إلى الأسواق، بالرغم من شحّ التساقطات في الموسم الماضي، إلا أن الأمطار التي عرفها المغرب شهري أبريل وماي، ساهمت في إنقاذ الحوامض، والذي حرثَ مؤخراً، لزرع الشعير والقمح، _ أضاف _ أنه لا يتمنى أن يتكرّر سيناريو العام المنصرم.

واستقبل أحمد، وهو فلاح ضواحي تارجيست، الأمطار الأخيرة بفرحٍ غامرٍ، لاسيما وأنها أعادت الحياة إلى سدّ النهضة الذي كانت حقينته قد قلّت عن الـ 5 في المائة، قبل أن تساهم السيول التي شهدتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية، في ارتفاع مستوى المياه به، بمقدار رجح البعض أنه بلغ 20 في المائة على الأقل من طاقة السد الاستيعابية، أي بارتفاع 15 في المائة.

ويمني أحمد في حديثه لـ”بناصا”، النفس في أن تواصل الأمطار التساقطت بشكل أسبوعيّ من أجل أن يكون الموسم الفلاحيّ الحاليّ أفضل من سابقه، ويتمكن الفلاحون من تعويض الخسائر الجسيمة التي تعرضوا لها، بسبب تداعيات كورونا والجفاف، وتضرر الزراعات، إلى جانب أن الماشية تراجع ثمنها بحوالي 27 في المائة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي