Share
  • Link copied

ارتـفاع قـيـاسـي فـي اسـتيـراد الـتفـاح بـالـمغـرب: هـل تـفقـد الـمـنتجـات الـمحلـيـة بـريـقـهـا؟

شهدت أسواق المغرب خلال العام الحالي ارتفاعًا قياسيًا في استيراد التفاح، حيث بلغت الكميات المستوردة خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2024 حوالي 9.3 ألف طن، بقيمة تجاوزت 65 مليون دولار، وفقًا لتقارير منصة “إيست فروت”.

وتمثل هذه الأرقام  أعلى مستوى للاستيراد منذ عام 2011، مما يعكس تغيرًا ملحوظًا في عادات استهلاك التفاح لدى المغاربة.

زيادة مطردة في الاستيراد

وتُظهر بيانات الاستيراد خلال السنوات الخمس الماضية زيادة شبه سنوية في كميات التفاح الواردة إلى المغرب، باستثناء عام 2023 الذي شهد انخفاضًا طفيفًا.

وبالمقارنة مع عام 2020، ارتفعت واردات التفاح في المغرب بنسبة تقارب 50%، مما يؤكد توجه المستهلكين نحو التفاح المستورد.

وقد برزت أوروبا كمصدر رئيسي للتفاح المغربي، حيث تأتي غالبية الواردات من إيطاليا وإسبانيا وبولندا. وتصدرت إيطاليا قائمة الموردين بنسبة 46% من إجمالي الواردات، تليها إسبانيا بنسبة 27%، ثم بولندا بنسبة 13%.

ومن الملاحظ أن صادرات التفاح الإيطالية والإسبانية إلى المغرب شهدت زيادة مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت الكميات الواردة من بولندا والبرتغال.

تفضيل الأصناف العالمية

وأظهر المغرب في الآونة الأخيرة تفضيلًا ملحوظًا للأصناف العالمية من التفاح، مثل “غالا رويال” و”جولدن ديلشيس” و”فوجي” و”غولدن سموذي” و”أوزارك غولد” و”آنا” و”ستاركينغ ديلشيس”. ومع ذلك، لا تزال الأصناف المحلية تحتفظ بحصة كبيرة في السوق، خاصة خلال مواسم الحصاد المحلي.

وقد نجح المغرب في زراعة التفاح بشكل مستقل، حيث يُعتبر ثاني أكبر منتج للتفاح في إفريقيا بعد جنوب إفريقيا. ومع ذلك، فإن فترة الذروة في استيراد التفاح تكون عادة في الربيع والصيف، عندما ينخفض المخزون المحلي من المحصول السابق.

تحديات تواجه المنتج المحلي

وعلى الرغم من النجاحات التي حققها المغرب في إنتاج التفاح، إلا أن زيادة الاستيراد تشكل تحديًا للمزارعين المحليين.

فمع تفضيل المستهلكين للأصناف المستوردة، يواجه المنتجون المحليون صعوبات في المنافسة، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف البنية التحتية اللوجستية.

وقد أثار هذا الوضع مخاوف من تراجع إنتاج التفاح المحلي، مما قد يؤثر على الاكتفاء الذاتي للبلاد في هذا المحصول الاستراتيجي.

ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن زيادة الاستيراد قد تكون فرصة للمزارعين المحليين لتحسين جودة منتجاتهم وزيادة تنافسيتها في السوق.

مستقبل سوق التفاح في المغرب

وفي ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل سوق التفاح في المغرب غير مؤكد. فمن ناحية، يمكن أن تستمر زيادة الطلب على التفاح المستورد، خاصة إذا استمرت جودته العالية وأسعاره التنافسية في جذب المستهلكين. ومن ناحية أخرى، فإن هناك حاجة إلى دعم المزارعين المحليين لتحسين إنتاجهم وزيادة تنافسية التفاح المغربي.

وتُظهر زيادة استيراد التفاح في المغرب كيف يمكن أن تؤثر العولمة على الأسواق المحلية. وفي حين أن هذا التحول قد يوفر خيارات أكثر للمستهلكين، إلا أنه يطرح أيضًا تحديات كبيرة للمنتجين المحليين، مما يتطلب تدابير داعمة لضمان استدامة القطاع الزراعي في البلاد.

Share
  • Link copied
المقال التالي